يتخوف العديد من متتبعي المنتخب الوطني من تكرار المشاكل التي حدثت لهذا الأخير قبيل منافسة كأس العالم 1986 بمكسيكو وذلك بسبب تكاثر التكتلات والصراعات بين اللاعبين من جهة وبين اللاعبين والطاقم الفني من جهة أخرى، خاصة بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها العناصر المستبعدة من طرف المدرب الوطني مؤخرا، ولو أن هؤلاء لا يمكنهم التأثير بشكل مباشر على المجموعة إلا أن هناك العديد من المحترفين ممن لم يعجبهم قرار سعدان، حتى وإن كان الشارع بصفة عامة مرتاح له نظرا لمحدودية مستوى هؤلاء، حيث أنهم يدركون جيدا أن المستقدمين الجدد سيكونون محترفين بالنوادي الأوروبية وما سيزيد من تأزم الأوضاع هو الصرامة الكبيرة التي يريد أن يفرضها رئيس لفاف روراوة داخل المنتخب من خلال مطالبته لسعدان بإبعاد المحترفين الذين لايلعبون بشكل مستمر مع نواديهم، والجميع يعلم جيدا أن الأمر يتعلق بالعناصر التي يعتبرها المدرب الوطني كقطع أساسية في التشكيلة على غرار زياني، مغني وعنتر يحي. وقد كشفت بعض المصادر أن هناك العديد من اللاعبين لم يستسيغوا مجيء مهدي لحسن لاعتقادهم أن ذلك يهدد مكانتهم في المنتخب، وبالتالي فإن قائمة المحترفين التي أعدها سعدان من أجل معاينتهم قريبا جعلت التخوف يتسرب إلى نفوس هؤلاء مما دفعهم على تشكيل تكتلات للضغط على الطاقم الفني. ويتساءل الأنصار عن السر وراء احتفاظ المدرب باللاعب يزيد منصوري رغم تقدمه في السن وتراجع مستواه إضافة على وجود عدة عناصر قادرة على تعويضه بامتياز، حيث أنه لا يزال يحظى باحترام الشيخ، فحسب، هؤلاء، فإن اللاعب لا يشارك كأساسي مع فريقه وهوما يعني أنه يدخل في خانة المبعدين من المنتخب على ضوء ما طالب به روراوة، واستغرب الجميع سر احتفاظ سعدان بمنصوري في تعداد المنتخب الوطني رغم أن الجميع متفق على أنه لم يعد يصلح، حيث يعتبر من أسوأ اللاعبين في الفترة الأخيرة، وقد كان محل انتقادات الكثير من النقاد والمدربين في الجزائر، وقد ذكرت مصادر مطلعة على شؤون المنتخب الوطني أن سعدان لن يجرؤ على إبعاد منصوري من المنتخب نظرا لسيطرة هذا اللاعب على كواليس المنتخب، وإمكانية حدوث أزمة داخلية في حال تم الاستغناء عنه، حيث يدور الحديث عن وجود تكتلات خفية عن الجمهور داخل المجموعة. ونفس الشيء بالنسبة لغزال الذي يلعب كرأس حربة لكنه يواصل صومه عن التهديف رغم أنه شارك في كل المباريات كأساسي، حيث من ضمن 14 مباراة لعبها بألوان الخضر لم يسجل سوى هدفين، حتى أن العديد من المدربين والنقاد تعجبوا من إشراكه دوما في التشكيلة الأساسية. لم يستوعب عدد من لاعبي المنتخب الوطني، قرار المدرب رابح سعدان القاضي بإقصائهم من المشاركة في المعسكرات الإعدادية القادمة لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، حيث أكد مدافع جمعية الشلف زاوي سمير أن قرار سعدان كان مفاجأة بالنسبة له، وذلك لكونه لعب كل مباريات التصفيات، فكيف يبعد، حسبه، بتلك الكيفية بعد لقاء ودي واحد. حيث قال " لن أنتقد المدرب، بل احترم قراره، وأؤكد أن المنتخب الجزائري هو ملك ل35 مليون جزائري، وعليّ أن أحترم قرار المدرب مهما كان .. إذا ما لعبت كأس العالم فأنا جزائري، وإن لم أشارك فيها فسأبقى جزائري أيضا"، أما الظهير الأيمن لوفاق سطيف، سليمان رحو، الذي شارك كأساسي في عدد من اللقاءات، قال "لم أكن أتوقع أن يشطب اسمي، بل حين سماعي الخبر تأثرت كثيرا، خاصة وأنني كنت متحمسا وأريد بأي شكل تحسين مستواي في المعسكرات القادمة لأكون في المستوى المطلوب في نهائيات كأس العالم، على كل حال أتمنى التوفيق للمنتخب، وسأظل أشجع الجزائر لأنها بلدي". ومن جانبه علق مهاجم نادي "ستراسبورغ" الفرنسي بزاز ياسين على قرار إبعاده، بالقول: "عدم استدعائي شيء طبيعي، كوني أعود من عملية جراحية، الأمر الذي يجبرني على الابتعاد عن الميدان لمدة 6 أشهر، وهذا يعني أنني لن أكون جاهزا حتى في لقاءات المونديال، لذا اعتبر قرار سعدان طبيعي جدا"، وفي المقابل، فإن مهاجم، "بلاك بول" الإنجليزي، عامر بوعزة لم يصدق بأنه قد تم إبعاده من المنتخب الوطني.