تعيش أغلب أحياء بلدية الرغاية، شرقي العاصمة، في ظلام دامس منذ بداية فصل الشتاء، ولاسيما على مستوى حي محمد الباي وحي فعوصي، وبشكل خاص منطقة بني سعيدان المحاذية للرغاية.اشتكى مواطنو الرغاية، وبشكل خاص القاطنون على مستوى الأحياء الشرقية، من ظاهرة "الظلام الدامس" الذي بدأ يألفه سكان أحياء الرغاية، في الأشهر الأخيرة، وبشكل خاص مواطنو منطقة بني سعيدان المستقلة جغرافيا نوعا ما عن مركز البلدية. ويحدث هذا بحسب السكان رغم كون الإنارة العمومية كانت موجودة من قبل وكانت تلبي الحد الأدنى من الإنارة. وفجأة ودون سابق إنذار أخذت الأمور تسير بشكل عشوائي، بحيث يتواجد الضوء في ليلة من الليالي، ويغيب لعدة أيام. ورغم النداءات الكثيرة والطلبات الرسمية المقدمة إلى المصالح المعنية، إلا أن مصالح الإنارة العمومية، ومعها الإدارة المحلية بالبلدية، مازالت تتماطل لإيجاد حل لظاهرة الظلام الدامس، رغم كونه كان موجودا بالمنطقة. يحدث هذا، في وقت تعاني فيه طرق البلدية من ظاهرة الحفر التي تظهر بشكل مفاجئ من يوم لآخر بسبب الأشغال. الظلام ضاعف من التخوف الأمني مع اشتداد الظلام لم يعد بمقدور السكان التواصل فيما بينهم، بالرغم من تواجدهم في منطقة صغيرة، ويعقد هذا الوضع صعوبة التضاريس وانعدام التهيئة، فالطرق أغلبها يعاني من ظاهرة الحفر، وكذا اهتراء الأرصفة، إن لم نقل بأنها تكاد تكون منعدمة عبر شوارع البلدية. وكلما هطل المطر، تصبح أحياء الرغاية بركا من الماء يستحيل على المترجلين المشي بها. وكل هذا حسب السكان هين بالنظر إلى مشكل آخر أخذ يتفاقم أكثر، وهو الهاجس الأمني الذي يصنعه الظلام الدامس عبر طرق تحفها الأشجار والبساتين. ولولا أن المنطقة خالية من أفراد العصابات والعناصر الإجرامية، لحدث ما لا يحمد عقباه. ورغم ذلك، مازال سكان المناطق الشرقية للرغاية متخوفين من ظاهرة الاعتداءات والسرقة، لا سيما وأن حافلات النقل الحضري المتجهة نحو حي جعفري وبني سعيدان تتوقف عن العمل في وقت مبكر من المساء، ما يجعل المواطنين يلجأون إلى التنقل مترجلين وأنسهم الوحيد في الحاجز الأمني الذي يقيمه عناصر الأمن الوطني على مستوى المدخل الشرقي للعاصمة من جهة بلدية بودواو. وللعلم، فإن السكان ولدى اتصالهم ب "الأمة العربية" أكدوا بأنهم لن يسكتوا وسوف يصعّدون من احتجاجهم لإيصال رسالتهم إلى المسؤولين، رغم تجاهل مصالح البلدية لانشغالاتهم الكثيرة.