حل، أول أمس، بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة، الفنان الكبير راغب علامة قادما من فرنسا بعد التأخر ليوم كامل حيث كان مقررا وصوله في 11 مارس، إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، حيث تعطلت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية وتمت صيانتها بفرنسا. راغب علامة حين وصوله إلى المطار، أعرب عن سعادته وصرح ل "الأمة العربية" أنه اشتاق إلى الجزائر وإلى جمهوره الذي يحبه كثيرا، واعتذر من منبر "الأمة العربية" للصحفيين الذين كانوا ينتظرونه يوم الأربعاء بكثرة في المطار، معللا ذلك بأنه خلل تقني خارج عن إرادته. قرر السيد كرنان مدير شركة "كريستال ماركوتينغ الجزائر" أن يعقد ندوة صحفية، بالرغم من الضغوطات التي كانت عليه من قبل الوفد الذي جاء مع راغب علامة، حيث أنهم رفضوا رفضا قاطعا عقد الندوة الصحفية بحجة أن الفنان مرهق، لكن حنكة السيد كرنان ونائبته الآنسة سامية بالقاضي في تسيير مثل هذه المواقف، أتت بنتيجة، حيث فرض عليهم تنظيم الندوة الصحفية على خلفية العقد الذي أبرمه معهم. وبعد الندوة مباشرة، انفردت "الأمة العربية" بالفنان راغب علامة وأجرت معه هذه الدردشة. * كيف وجدت الجزائر، مع العلم أن هذه الزيارة الثالثة لك؟ ** "آآآه" الجزائر بلد الشهداء والعظماء، بلد الأمير عبد القادر الذي أرهق الاستعمار الفرنسي، وسعادتي كبيرة عندما جاءتني الدعوة من قبل شركة "كريستال"، فقد أحسست أنني في بلدي الثاني. * كيف استطعت أن تؤقلم أولادك على حياتك بحكم أنك كثير الترحال؟ ** بلا شك أن الفنان كتب عليه عدم الاستقرار في مشوار حياته الفنية، وهذا هو الثمن الذي ندفعه مقابل النجاح ولا يوجد نجاح دون ثمن، وأنا عودت أبنائي أن يحبوا هذا الشيء ويهتموا بتنقلي وترحالي، لأنهم يعرفون بأن نجاحي هو نجاحهم. * معروف أن الأطفال حساسون، كيف تتعامل معهم عندما تعلمهم أنك مسافر؟ ** كلما أسافر يدعون لي بالتوفيق دائما، علمتهم محبة الناس والنجاح وأنه لا يوجد في الحياة شيء اسمه "سهل". أبنائي وزوجتي "جيهان" متفهمون كثيرا هذا الموضوع. * وأنت، هل تعوّدت على هذا؟ ** نعم، تعودت أنا كذلك على هذه الحياة، حيث أنني لو مكثت في مكان واحد فترة قصيرة، تجدني أبحث عن السفر، وهذا أصبح شيئا طبيعيا في حياتي. وكلما أسافر، أشعر أنني ذاهب إلى بيت جديد وداخل إلى قلوب محبين وأوفياء جدد. * ألا تشعر بالقلق أو الإنزعاج؟ ** أنا لا أشعر بالإنزعاج إطلاقا، وتنتابني سعادة كبيرة عندما أسافر ونفس السعادة شعرت بها عندما كنت آت إلى الجزائر الحبيبة، للالتقاء بجمهوري الذي أحبني وأحببته وصارت بيننا علاقة ود متبادل. * معروف أن النجوم يتعاملون دائما مع ملحنين كبار، هل أنت موافق على هذه القاعدة؟ ** أنا أتعامل مع كثير من الملحنين وحتى لو كانوا جدد في الميدان، فليس مهما أن يكونوا ذوي أسماء كبيرة. * لماذا؟ ** لأن لديهم طموحا للوصول وحب العمل والجرأة وأشياء كثيرة، وفي نفس الوقت أحب دائما التطلع إلى العمل مع أسماء جديدة. * هل راغب لا يكتشف الملحنين فقط؟ ** بالطبع ليس هم فقط، فأنا تعاملت مع أسماء كثيرة جديدة، سواء أكانوا موزعين أو موسيقيين، انطلقوا عبر صوتي، فأنا سعيد بهم كثيرا لأنهم نجحوا. * إذن في الألبوم القادم سوف نكتشف أسماء جديدة... ** بالتأكيد، لكن عدد الأغاني في هذا الألبوم يختلف عن سابقه، حيث أن الألبوم يحتوي على 8 أو 10 أغان فقط. * هل بإمكانك إعطاء أكثر تفاصيل عن الألبوم القادم؟ ليس الآن. * أنت تتحفّظ كثيرا على أعمالك، لماذا؟ ** نعاني من السرقات ونعاني من إعطاء أخبار غير دقيقة، حيث أنني أصرح لكم الآن بأني سوف أتعامل مع الملحن الفلاني أو كاتب كلمات الفلتاني، وفي الأخير تتغير الأسماء وأنا أفضل دائما الكتمان. * ألهذا السبب فقط؟ ** لا، فهناك أسباب كثير مثل القرصنة التي أصبحت مشكلا كبيرا بالنسبة لي، وهذه المشكلة تؤدي إلى تراجع المستوى الفني، لأن أي إنسان لا يستطيع نيل حقوقه وعمله ونجاحه على أكمل وجه، فقبل مجيئي إلى هنا بيوم واحد كانت لدي مقابلة مع قناة "فرانس 24"، وكان موضوع نقاشنا حول "القرصنة في فرنسا وأوروبا بشكل عام"، حيث أنهم يعانون من القرصنة كثيرا ولم يسلم لا الكاتب ولا المخترعون ولا الملحنون، ولا غيرهم. * في رأيك، ما هي الإجراءات التي يجب أن تتخذ لمكافحة الظاهرة؟ ** لابد من سن قوانين ردعية لحفظ الملكية الثقافية والفنية والأدبية، بالرجوع إلى أصحابها، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يرفع المستوى الفني بشكل جيد، أي يرقى إلى مكانه الذي كان عليه. * لماذا لا يفكر راغب في التعامل مع ملحنين أو كتاب كلمات أو إنجاز "ديوهات" مع فنانين جزائريين مثل الشاب خالد؟ ** ليس هناك بتاتا فكرة "ديوهات"، لكن هناك ملحنا معينا جزائريا مقيما حاليا بمصر، اتصل بي وعرض علي ألحانا جزائرية بكلمات باللهجة المصرية، ولا أخفي عليكم أنني أحببت الفكرة كثيرا، أي إدماج لحن جزائري مع كلمات شرقية وأنا حريص دائما على إدماج كل الثقافات في الأغاني التي أؤديها، واحتمال كبير أن أغني ألحانه، إن لم أقل أنني موافق. * هل بإمكاننا أن نعرف إسم الملحن؟ ** نسيت اسمه.. والله.. يضحك.. ليست الذاكرة التي خانتني، بل السن... يضحك عميقا. * لاحظنا أن راغب في جميع ألبوماته يغني كثيرا باللهجة المصرية ولا يركز كثيرا على اللهجة اللبنانية، لماذا؟ سؤال وجيه... لا تنسى أننا تربينا ونحن صغارا على اللهجة المصرية، ومصر هي بلد الفن. فمن جهة، عندما أغني باللهجة المصرية وكأنني أغني باللهجة اللبنانية، أي لست غريبة عن هذه اللهجة. ومن جهة أخرى بحكم علاقاتي وصداقاتي بالكثير من الفنانين والملحنين المصريين الذين التقي بهم أكثر من الفنانين من الجنسيات العربية الأخرى، هذا كذلك يشجع على الغناء باللهجة المصرية ويجب أن نعترف أن اللهجة المصرية هي اللهجة التي يفهمها تقريبا كل العالم العربي، وهذا هو الأساسي عندي. * كيف يتعامل راغب مع الإشاعات؟ ** الإشاعات أصبحت كالملح في الطعام، لما يكثر الملح يصبح الطعم "مش ولابد"، أما إذا خف يصبح المذاق مستساغا. يوجد إشاعات خفيفة الدم والأخرى مؤذية كثيرا، وأنا لا آخذ بالإشاعات محمل الجد، لكن أنزعج من الذي تسبب فيها، لأنها أحيانا تضطرني إلى رفع دعاوى قضائية، وهذا الأمر أصبح يضيّع لنا الوقت كثيرا، لهذا قررت أن أتقبل الإشاعات وأتقبل الضربة وأسكت.. يضحك.. وأخطر شيء في حياتنا والذي أخاف منه كثيرا، هي إشاعات الصحافة الفنية... الله يستر.. يضحك... * ما هي الإشاعات التي تحبها والتي تكرهها؟ إذا كانت هناك إشاعات حب وطلاق مقبولة جدا وبكل صدر رحب، لكن هناك إشاعات يستعملون فيها أسماءنا في ذم أشخاص أو إهانتهم على ألسننا، فهذا شيء خطير جدا. * كلمة أخيرة... ** أشكر "الأمة العربية" وعلى نشاطكم وحيويتكم، وإن شاء الله سوف أستمر في زيارة الجزائر حتى آخر دقيقة في عمري.