بالرغم من انقضاء أسبوعين عن الدخول المدرسي إلا أن التلاميذ لا يزالون يدرسون بدون كتب مدرسية عبر العديد من المؤسسات التعليمية، حيث تم منح الكتب فقط لفئة التلاميذ المستفيدين من منحة 5 آلاف دج بصفة مجانية, وكذا أبناء قطاع التربية, فيما تعطلت عملية بيع الكتب المدرسية لباقي التلاميذ من مختلف الأطوار خاصة بالطور المتوسط، حيث أعرب العديد من الأساتذة عن استيائهم إزاء عدم حصول التلاميذ على الكتب المدرسية رغم انقضاء أسبوعين عن الدخول المدرسي وذلك نتيجة تواصل انهماك بعض موظفي المصالح الاقتصادية في تسجيلات التلاميذ وتوزيع المنحة المدرسية وتعطل عملية بيع الكتب, مما انعكس على نشاط تقديم الحصص الدراسية للتلاميذ داخل القسم. حيث أوضحت أستاذة في مادة اللغة العربية" صراحة لم يعد بإمكاني كأستاذة " في مادة أساسية كاللغة تقديم الحصص الدراسية من دون وجود كتاب النصوص لدى التلاميذ الذي من شأنه أن يساعد التلميذ على تحصيل مفاهيم القواعد والتطبيقات وقراءة النصوص حيث اضطر يوميا إلى المناقشة والمحادثة مع التلاميذ من خلال طرح مواضيع البرنامج من دون كتاب اللغة مما جعل استيعاب المتمدرسين للموضوع صعب جدا." من جهة أخرى صرح أستاذ مادة الرياضيات ꞉"أنه يعمل يوميا على كتابة التمارين على السبورة حتى يتمكن التلاميذ من إنجازها بالبيت كتطبيقات وذلك بسبب عدم توفر الكتاب المدرسي للتلميذ, خاصة بالنسبة لأقسام السنة الرابعة فبدل من أن يتم تقديم حصة دراسية واستغلال الوقت المخصص للدرس فإنني كأستاذ مضطر لكتابة التمارين والتطبيقات المدونة على الكتاب حتى يتسنى لتلاميذ فهم الدرس" ونفس المشكل يطرحه جميع الأساتذة الذين وجدوا أنفسهم في حيرة أمام غياب الكتاب المدرسي لدى المتمدرسين. وفي سياق متصل أكد التلاميذ أنهم يواجهون مشاكل حيال استعياب الدروس والحصص نتيجة عدم تمكنهم من شراء الكتب المدرسية مما جعل البعض منهم يلجأ إلى شراءها من الأسواق والمكتبات بأسعار منافسة لسعر الكتاب وآخرون قاموا باقتناء كتب قديمة فيما بقيت الأغلبية بدون كتب. والجدير بالذكر فانه سجل خلال الموسم الدراسي الفارط نقصا فادحا في الكتاب المدرسي حيث تفاجأ العديد من أولياء التلاميذ من عرض الكتاب المدرسي لطبعة الجديدة بالسوق الموازية بأسعار مضاعفة في الوقت الذي استنفدت فيه المؤسسات التربوية آنذاك حصصها عن أخرها وبقاء آلاف التلاميذ من دون الكتاب المدرسي بسبب نقص الحصص الموزعة على المؤسسات التعليمية أين تداول الكتاب المدرسي بأسعار مرتفعة بالمكتبات التابعة للخواص بعد عملية بيع حصص هامة من الكتاب المدرسي لطبعة الجديدة من قبل نقاط البيع التي تم فتحها على مستوى الولاية، للخواص من أصحاب المكتبات والمضاربة بأسعارها الأمر الذي أضطر بعض الأولياء إلى إقتناءها في ظل عدم توفر الكتب بالمؤسسات التربوية خاصة تلك المتعلقة بالطور المتوسط.