مسافة 800 م ب200 دينار وكوب قهوة ب40 دج والأسعار في ازدياد مع غياب المراقبة يشتكي الكثير من سكان تخمارت، من غلاء المعيشة مع الانعدام شبه الكلي لمصالح الرقابة ومصالح التجارة، رغم أن سكان بلدية تخمارت والمناطق التابعة لها، يبلغ تعدادهم أكثر من 40.000 نسمة وزيادة على ذلك، فهي تعرف حركية تجارية كبيرة نظرا لموقعها الجغرافي، حيث يحدها 3 ولايات هي على التوالي معسكر، سعيدة والبيض وهذا ما تولد عنه نزوح كبير للسكان، خاصة أثناء حقبة العشرية الحمراء، مما جعل من النازحين يمتهنون التجارة بدون حسيب ولا رقيب، حيث أنتجت هذه الأخيرة ونظرا لكثافة السكان والإقبال على الشراء، تقاليد تجارية تعتمد على الزيارة في الأسعار، بعيدا عن أعين الرقابة. هذا من جهة ومن جهة أخرى، انعدام سيارات الأجرة والنقل الحضري داخل النسيج العمراني، أعطى فرصة كبيرة لبعض أصحاب السيارات (كلوندستان) لفرض أسعار خيالية للتنقل داخل وخارج البلدية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن ثمن التنقل من محطة البنزين إلى محطة نقل، حيث المسافة لا تقل عن 800 متر، هو 200 دينار، وهذا لا مثيل له في أي بلدية على تراب الولاية، أما الأسعار خلال شهر رمضان فهي تعرف ارتفاعا كبيرا، ورغم أن هذه الظاهرة تعرف توافدا واستفحالا كبيرين، إلا أن السلطات لا تتحرّك ويبقى الفقير هو الذي يدفع فاتورة هذا الظلم الاجتماعي الصارخ في غياب قانون ردعي ويمتثل له الجميع والغريب في الأمر، هو أنه ورغم غلاء المعيشة، إلا أن إقبال النازحين على شراء العقار بثمن باهظ أصبح أمراض محيّرا.