علمت "الوطني" من مصادر مطلعة، أن وكيل الجمهورية لدى محكمة معسكر، أخذ في الاستماع إلى أقوال مجموعة من الشباب الذين تم توقيفهم خلال أعمال الشغب التي عرفتها مدينة معسكر خلال اليومين الماضيين، وقد تم تقديم 10 موقوفين كمرحلة أولى في انتظار استكمال البقية، كما تجمع العشرات من أوليائهم وذويهم أمام مقر المحكمة للاستطلاع حول مصير أبنائهم الموقوفين، وقد أحاطت عناصر الأمن خاصة قوات حفظ الأمن بمقري المحكمة والمؤسسة العقابية المجاورة لها، للحؤول دون انفلات أمني آخر. ومن جهة أخرى كشفت مصادر موثوقة أن عدد عناصر الشرطة الذين تمت إصابتهم خلال الاشتباكات الأخيرة بين الشباب الغاضب. ورجال الأمن بمدينة معسكر ارتفع إلى 70 مصابا بينهم اثنان في حالة خطيرة فيما تم إسعاف البقية، وقد نشبت ليلة السبت إلى الأحد مشادات بين المتظاهرين وعناصر من قوات مكافحة الشغب من الدرك الوطني بالمنطقة التاسعة وبالضبط بجوار الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، الذي تم تخريب أجزاء مهمة منه، وقد تجددت أعمال الشغب بالمنطقة الثامنة حيث تم اقتحام مركز للتأمينات "لاكات" أين تم تخريب أجهزة إعلام آلي ووثائق إدارية وقد تدخلت مصالح الشرطة للحؤول دون اتلاف كامل مقتنياته، ومن أهم ما تم تخريبه ملحقة بلدية معسكر بحي "بابا علي" وسط مدينة معسكر حيث تم حرق بابها الأمامي ووثائق أخرى، مكتبة بالمنطقة الثامنة التي تعتبر أكثر الأحياء تضررا طالتها هي الأخرى أعمال شغب، حيث أتلفت الكراسي والكتب وبعض المقتنيات، وإذا اتجهنا إلى المنطقة التاسعة فسنجد أن الشباب الغاضب اقتحم حظيرة بلدية معسكر وتم تجريدها من الدراجات النارية التي كانت محتجزة داخلها وقد استطاع عناصر الدرك استرجاع ثماني دراجات من بين عدد كبير منها، مركز التسلية والإعلام "حمداني محمد" طالته أيضا أيادي التخريب حيث مست قاعة المحاضرات بالطابق الأول منه، كما اقتحم شباب مجهولو الهوية والعدد سكنا يعود لحافظ الأمن العمومي للمرة الثانية على التوالي بالمنطقة الثامنة، واقتحام فاشل لمنزل وكيل الجمهورية بمدينة سيق، مناطق أخرى عبر مدينة معسكر شهدت هي أيضا أعمال شغب وحرق عجلات مطاطية على غرار حي الإقامة الجامعية 1500 سرير، ومدخل بلدية المامونية، وأغلقت الطريق بمنطقة السنايسة باتجاه بوحنيفية وتدخلت مصالح الدرك لفتحها، كما شهدت مدينة تيغنيف أحداثا متفرقة تمثلت في تخريب واجهة صندوق التوفير والاحتياط ومركزا بريديا وحرق المحتجون عجلات مطاطية أغلقوا بها الطريق، كما استطاعت مصالح الدرك من حجز 50 إطارا مطاطيا كانت مجهزة ببلدية الهاشم لحرقها وغلق المنافذ المؤدية اليها، وتم أيضا رشق عدد كبير من مقرات الأمن بالمدينة وحاول الشباب المتظاهر اقتحام مقر الأمن الحضري الأول ومقر الخزينة العمومية ومركز البريد بالمنطقة الثامنة، وقد علمت " الوطني" أن مصالح الأمن تمكنت من تقديم 27 شخصا من الشباب المتظاهر أمام قاضي التحقيق بمحكمة سيق تم إيداع بعضهم الحبس الاحتياطي لحين محاكمتهم واستفاد البقية من استدعاءات مباشرة، وبلغت "الوطني" معلومات تشير إلى اقتحام مسكن أحد المشاغبين والرأس المدبرة بالمنطقة الثامنة والمدعو "قالولو" بعد الحصول على إذن بالتفتيش. وقد تجاوز عدد المعتقلين ال 130 معتقلا معظمهم من الشباب القصر.