أصيب نحو 15 متظاهرا بجروح في مواجهات أثناء قيام شرطة مكافحة الشغب التونسية بإخلاء المتظاهرين المعتصمين منذ ستة أيام في ساحة القصبة وسط العاصمة التونسية. وكانت قوات الأمن قد أطلقت في وقت سابق قنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين في الساحة بعد أنباء عن انسحاب للجيش من أمام مقر رئاسة الحكومة ومقار وزارات أخرى لتسهيل انتشار قوات مكافحة الشغب في الساحة. ووقعت مواجهات في الشوارع بين قوات مكافحة الشغب ومئات المحتجين. وقد أغلقت المقاهي في شارع بورقيبة أبوابها. وكانت مصادر إعلامية قد أفادت بأن الجيش قد انسحب من أمام مقر رئاسة الحكومة وبعض الوزارات الأخرى، وأن قوات مكافحة الشغب قد بدأت بالانتشار وسط توقعات بمحاولة إخراج المعتصمين من ساحة القصبة وسط المدينة. وأضافت المصادر أن قوات مكافحة الشغب قد بدأت بإطلاق قنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين في ساحة القصبة، وأنها تمكنت من إخراج جميع المعتصمين من الساحة حيث تقع مقرات الحكومة. وكانت قوات الجيش قد تدخلت في البداية ثم انسحبت، ودخلت بعدها قوات الأمن وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وهناك عدة حالات إغماء بين المعتصمين. وفي سياق متصل وجهت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون دعوة إلى وزير الخارجية التونسي أحمد ونيس للقائها في العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع القادم، وقبل الوزير الدعوة حسب ما أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي. وقالت أشتون للوزير التونسي إنها سترسل فريقا من الخبراء الأسبوع القادم للمساعدة في التحضير للانتخابات القادمة. وأكدت أشتون عن دعمها للشعب التونسي ولعملية الانتقال إلى الديمقراطية، وأكدت على الحاجة إلى دعم المجتمع المدني، والحاجة لتشجيع المستثمرين الأوروبيين على البقاء في تونس. وكانت تونس قد شهدت صباح الجمعة هدوءا واضحا بعد إعلان رئيس الحكومة الانتقالية محمد الغنوشي الخميس عن تعديل تشكيلة حكومته واستبعاد عدد من رموز النظام السابق المحسوبين على الرئيس المخلوع بن علي. وفي ساحة القصبة في العاصمة التونسية تونس ساد الهدوء في صفوف المتظاهرين المعتصمين هناك، ولم تعد تسمع الهتافات والشعارات المنادية باستقالة الحكومة التي لم يكف المحتجون عن ترديدها خلال الأيام الأخيرة. واستيقظ المعتصمون الذين يتراوح عددهم بين 400 و500 شخص، الذين قدم معظمهم من داخل البلاد ويرابطون في الساحة منذ بداية الأسبوع، في الساعة الثامنة بعد أن قضوا ليلتهم في خيام أقيمت على عجل للاحتماء من المطر. وبعد ان انشدوا ككل صباح النشيد الوطني ورفعوا العلم التونسي في ساحة الحكومة، بدأوا في مجموعات صغيرة المشاورات حول الموقف الذي يجب اتخاذه من مواصلة حركة احتجاجهم بينما جلس البعض الاخر في المقاهي المجاورة.