ألي يعجبك رخصو ترمي نصو في استطلاع قامت به "اليوم" على مستوى الأسواق الرائجة والرائدة في هذا المجال بالعاصمة ويتعلق الأمر بسوق "زنيقة العرايس" في ساحة الشهداء (شارع ذبيح الشريف) أو"فانتان فراش"، وبالضبط بمحاذاة مركز الأمن لبلدية باب الوادي، علاوة على شارع "الرويسو" بوادي الكنيس إلى جانب سوق ساحة الأمير عبد القادر الذي أصبح وجهة لكثير من المواطنين الراغبين في اقتناء الذهب، إذ ما إن تمر على الشارع الا ويفاجئك أحد الشباب سائلا إياك: "هل لديك ذهب للبيع وهل نبيع لك ؟" هي عبارات ترافقك حتى نهاية الشارع نظرا للعدد الهائل لهؤلاء الشباب. ولا ينحصر هذا النوع من التجارة على الشباب فقط وإنما تتفنن النساء في البيع والمساومة لدرجة تجعلك تنجذب للتعامل معهن. ويبدو أن البائعين في هذه المنطقة على دراية واسعة بفنيات هذه التجارة وعلى علم واسع ووفير بمتطلبات المواطنين وأذواقهم فعند اقترابك منهم يعرضون أمامك مختلف الأحجام ومختلف الأنواع من الذهب الأصفر والأحمر والأبيض، ويؤكدون لك أن النوعية جيدة ويرافقونك حتي لدى الصائغ للتأكد من صحة عيار الذهب ونوعه. عند اقترابك من البائعين على مستوى سوق "واد كنيس" بالرويسو يتباهى هؤلاء وهم يعرضون مختلف المجوهرات (خواتم، قلادات، سلاسل، أساور, أقراط...) ويؤكدون لك بصريح العبارة أن الذهب المعروض من النوع الرفيع وهو من عيار 24 وسعر الغرام تنافسي ويتحدى كل الأسعار، فهولا يزيد عن 1800دج وفي بعض الأحيان يساعدك على تقليص السعر على المستوى المطروح بالنسبة إلى الذهب المكسر ولكن ليس أقل من 1650 دج، معللا ذلك بحكم السوق التي تعرف لهيبا في الأيام الجارية تزامنا مع الأعراس والمناسبات. ويتبين للمتجول في هذه الأسواق أن معظم الزبائن نساء، وقد شد الأمر انتباهنا لدرجة أننا سألنا أحد البائعين حول الظاهرة قائلا في جوابه: "الأمر عادي فمعظم زبائننا ان لم نقل جلهم عبارة عن نساء وهذا طبيعي لذلك أنا الجأ بدوري إلى النساء ليبعن سلعتي وأقدم لهن أجرة طيلة أيام عملهن"، مستطردا "لا يفهم ذوق المرأة سوى المرأة". محلات المجوهرات شبه فارغة بالمقابل، تشهد محلات المجوهرات كسادا، والمتجول بشارع ديدوش مراد بالعاصمة وهو أحد أهم الشوارع التي تصطف فيها محلات المجوهرات، يلحظ الإقبال المحتشم للزبائن. يقول أحد الصائغين أن معظم الذين يدخلون المحل يسأل عن السعر ولا يقترب من البضاعة وهذا راجع – حسب الأوساط المختصة- إلى النوعية المعروضة على مستوى تلك المحلات ويتعلق الأمر بالذهب الايطالي المعروف بأناقة الصنع. وعلى النقيض من ذلك يؤكد البعض أنه، وبالرغم من ارتفاع سعر الغرام الواحد من الذهب، إلا أن هناك إقبالا من الزبائن، وربما يتعلق ذلك بشعبية الأماكن وعلى رأسها منطقة القليعة التي تعرف توافدا هاما للزبائن، نظرا لأسعارها المعقولة وهذا في كل المواسم، كما أنه ثبت أن الذهب المسوق في المنطقة من النوع الرفيع وبمعايير الجودة العالمية، ويتوفر على جميع الشروط القانونية للبيع وعلى رأسها الختم. وعبرت لنا إحدى السيدات عن تخوفها من اقتناء ذهب مكسر مغشوش في إحدى الأسواق الموازية بالعاصمة، بعدما تعرضت -سابقا- إلى النصب، حيث قامت بشراء سلسلة لم تكن تعلم أنها لا تحتوى الا على نسبة قليلة من الذهب، إلا أن هذا لا يمنعها -كما قالت- من اللجوء مرة أخرى إلى هذه السوق، نظرا للأسعار الجد مؤاتية والمعقولة، مستطردة أنها ستلجأ كما لجأت صديقتها إلى مساعدة أحد الصائغين في المنطقة للتأكد من أنه ذهب خاص.