يشهد سوق الجرف بباب الزوار والمعروف بين العامة ب "سوق دبي"، إقبالا كبيرا في هذه الأيام الأخيرة التي تسبق حلول شهر رمضان، حيث لاتزال العائلات تقصده من مختلف بلديات العاصمة وحتى الولايات المجاورة، على غرار بومرداس، تيزي وزو، تيبازة والبليدة، لاقتناء حاجياتها من الأدوات الكهرومنزلية ومختلف مستلزمات الشهر الفضيل. بالرغم من توفر الأسواق الجوارية والبلدية والمراكز التجارية بأغلب مناطق العاصمة، إلا أن المواطنين لا يتوانون عن زيارة سوق" الجرف " بباب الزوار كلما سنحت لهم الفرصة، ويزداد الإقبال على هذا الفضاء التجاري باقتراب المواسم والأعياد. فسوق الجرف الذي تخطت شهرته حدود العاصمة لتبلغ ولايات الوطن المجاورة لها، لايزال يتمتع بنفس "السمعة "لدى الزبائن، حيث وبالرغم من ارتفاع أسعار ما يعرضه من سلع في الآونة الأخيرة تماشيا ومعطيات السوق الجزائرية ككل، إلا انه بالنسبة لهؤلاء أفضل من كل الأسواق الموجودة على مستوى العاصمة لتوفره على كل ما يطلبه الزبون وبأسعار تقل في الغالب عن تلك المقدمة في الفضاءات المماثلة، يقول بعض من تحدثنا إليهم من رواد السوق. فهذا السوق يوفر كل ما تطلبه ربات البيوت من أواني وأثاث وأجهزة كهرومنزلية وألبسة، ما يجعله الوجهة المفضلة للنساء اللواتي يمثلن الغالبية العظمى من زبائن السوق. وبالنسبة للرجال، فإن السوق يغنيهم عن التنقل بين مكان وآخر لاقتناء مختلف الحاجيات التي يجدها على مستوى سوق الجرف، وبالتالي يوفر عليهم الوقت والجهد وحتى بعض الدراهم. وبحسب أحد محدثينا، فإنه يفضل إحضار زوجته إلى سوق الجرف لاقتناء ما تحتاجه دفعة واحدة حتى لا يضطر إلى الخروج في كل مرة إلى مكان لشراء متطلباته على مراحل. إقبال منقطع النظير على سوق يعج بالحركة يوميا ولد ضغطا كبيرا على المكان، وأحال حياة السكان هناك والمجاورين له إلى قلق وانزعاج مستمر بسبب الفوضى والازدحام والصراخ الذي يطبع نشاط تجار السوق ناهيك عن الباعة الفوضويين الذين غزوا محيطه.. كلها أمور تجعل من إعادة النظر في طريقة تسيير هذا السوق، توسعته وكذا إعادة تهيئته بالشكل اللائق أكثر من ضرورة، خاصة وأن إقبال الزبائن على السوق يبقى معتبرا على مدار السنة. وعليه، فإنه بحاجة إلى تهيئة أفضل للتخفيف من مشاكل الأوحال وبرك المياه شتاء على سبيل المثال. كما أن الإقبال الكبير عليه يحتاج إلى التفكير في طريقة لتوسعته أو على الأقل تنظيم النشاط به بما يحد من درجة الفوضى التي يعرفها حاليا.