جزائريون يطلبون النجدة من خفر السواحل الإسبانية حراس الشواطئ ينقلون الحرڤة من خانة الحوادث إلى خانة الأحداث تلقت، أول أمس الإثنين، مصالح خفر السواحل الإسبانية، اتصالا هاتفيا من حراڤة جزائريين كانوا عالقين بالمياه الإقليمية الإسبانية، بعد أن انطلقوا من سواحل غرب الوطن، في رحلة حرڤة غير موفقة رغم اعتدال الأحوال الجوية والهدوء الكبير الذي عرفه البحر، حيث يرجح أن يكون سبب علوقهم في المياه الإسبانية عطل في محرك الزورق أو في جهاز نظام التوجيه "جي. بي. أر. أس". وأضاف مصدرنا أن مجموعة الحراڤة الذين تم إنقاذهم تتشكل من تسعة إلى عشرة شبان كانوا على زورق باتجاه سواحل إسبانيا، حين اكتشفوا أنه ما عاد بإمكانهم الإبحار أكثر وأنهم قد يعرضون حياتهم للخطر إذا ظلوا بالمكان لمدة أطول، مما جعلهم يفكرون في طلب النجدة للتدخل لإنقاذهم. ولدى اتصالنا بمصدر مسؤول بمصالح حراس الشواطئ الجزائرية، أكد أن مثل هذه الإتصالات تتكرر دائما، فإما أن "يتّصل الحراڤة مباشرة بخفر السواحل الإسبانية أو يتصلون بأهاليهم الذين يتصلون بنا". وكشف المسؤول في حديثه ل"اليوم"، أن قضية الحرڤة على أهميتها وحساسيتها، ما عادت تثير الإستغراب، لا لأنه يتم تسجيل محاولات متكررة يوميا خاصة خلال الأيام المعتدلة ولكن لأن الملف فقد صفة الحدث وأصبح مصنفا في خانة "الحوادث لا الأحداث". وأضاف "توحي الطريقة التي كشفت بها مصالح حراس الشواطئ مؤخرا عن آخر محاولات للهجرة السرية، عن سياسة جديدة في معالجة الملف إعلاميا، بغض النظر عن الإعلان عن توقيفهم لم تورد تفاصيل كثيرة، فخلال العملية الأخيرة التي وتعليقا على توجه أعداد كبيرة من الحراڤة الجزائريين عبر السواحل الغربية للبلاد، أكد محدثتنا أن "السبب أن الجهة الغربية من سواحل الوطن تسجل خلال الشهر الحالي والمقبل من السنة هدوءا مثاليا للبحر، أي ما يشكل الجو الأنسب لرحلات الهجرة السرية. وأردف موضحا بأن سواحلنا الغربية أقرب منطقة لأوروبا، وبالتالي فالعامل الجغرافي له دور في العدد المرتفع للحراڤة المهاجرين من الجزائر نحو إسبانيا. وأشار محدثتنا إلى نقطة هامة وهي تغيّر الصورة النمطية للحراڤة. وقال "لم يعد الحراڤ الجزائري ذاك الفقير المعوز الذي يوحي مظهره بأزمة معيشية وضائقة مالية، فالحراڤة الذين نوقفهم يوميا ثيابهم فاخرة ويحملون من الأورو ما لا يقل عن عشرة ملايين من عملتنا الوطنية، بغض النظر عن المبلغ الذي يدفعونه لصاحب الشبكة مهرب الحراڤة". وحسب محدثتنا، فهذه المعطيات تتعارض مع تصريحات الموقوفين الذين يقولون خلال التحقيق معهم أنهم فقراء ضاقت بهم السبل. بالمقابل، يشير مسؤول حرس الشواطئ إلى وضع الحراڤة المغربيين الذين تظهر عليهم علامات البؤس والفقر والشقاء، من خلال ملامح وجوههم وآثار العمل المضني والشاق على أيديهم المشققة، نتيجة العمل اليدوي كالفلاحة مثلا".