عدما هجرهم والدهم الفرنسي الجنسية مهدي، إسلام و مايا إخوة يبحثون عن إثبات للهوية التي فقدوها في اللحظة الأولى من الولادة، أسماؤهم غير مدرجة ضمن قائمة الأسماء، و لا يملكون أي وثيقة تبين انتمائهم لأي بلد رغم أنهم جزائريون. مهدي، إسلام و مايا من أسرة واحدة يعيشون ببومرداس مع أمهم التي انفصلت عن زوجها سنة 1991، كان مهدي ذا 23 ربيعا متفوق في دراسته وهو من الثلاثة الأوائل المتحصلين على شهادة التعليم الأساسي إلا أن مشواره الدراسي توقف عند الثالثة ثانوي لعدم حيازته على بطاقة التعريف التي لم يستطيع استخراجها فغادر مقاعد الدراسة رغما عنه، لتبدأ معاناة الشاب التي أغلقت في وجهه كل الأبواب بسبب عدم إثبات جنسيته التي حرمه منها والده بعد هجره للعائلة، فرغم أن مهدي مولود بحسين داي في العاصمة إلا أن استخراج الجنسية التي تتطلب شهادة ميلاد الجد و الأب حال دون حصوله عليها كونا أبوه "كمال دزيري" المولود بوهران تم تسجيله بفرنسا. كانت البداية من العاصمة أين اتصل مهدي بالعديد من الجهات الرسمية كبلدية حسين داي والولاية لكن في كل مرة يتلقى نفس الرد و هو" ليس لديه الحق في استخراج جنسيته" بعدها تم توجيهه إلى القنصلية الفرنسية بالجزائر لاستخراج الجنسية الفرنسية التي قيل له أنها من حقه، لكن تفاجأ مهدي منذ شهر برد القنصلية الفرنسية التي رفضت طلبه مشترطة اقتراب الأب من القنصلية لتصحيح وثائق أولاده و هذا ما لم يستطيع مهدي تحقيقه كون أبوه تخلى عنهم منذ عشرة سنوات و رفض القدوم لمساعدتهم إسلام ضحية أخرى من ضحايا أب رفض الالتفات لأولاده سنه ألان 19 سنة توقف عن الدراسة لنفس السبب وهو غياب بطاقة التعريف المشترطة لدخول امتحان شهادة البكالوريا، أما مايا فهي تدرس في القسم التحضيري و تتمنى أن يأتي يوما و يحل مشكلة إخوتها و يحصلون على الجنسية لإثبات الهوية. أما الام "سليمة" قالت انه أصعب شيء عند الأم هو رؤية مستقبل أولادها يتحطم فالبرغم من أنها تشتغل و تحاول أن توفر حياة كريمة لأبنائها لكن لم تستطيع أن تثبت لهم هويتهم التي تراها أنها جزائرية لا غير،و مع ان وعود الولاية التي قدمت لها و لأولادها بتسوية وضعيتهم القانونية تلاشت و تضيف "أنا اليوم بإمكاني أن أوفر لقمة العيش لهم لكن إذا عجزت عن ذلك فمن أين يأتون بها خاصة و انه لم يقبل أي شخصن تشغيل ولديها مهدي و إسلام لعدم حصولهم على بطاقة التعريف.