التمست النيابة العامة لمحكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة السجن المؤبد للمتهمين (م. رزق الله) و( م. عبد الرحمان) والبالغين من العمر 21 سنة بجناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق الضحية (ي. رمضان) جار المتهم (م. رزق الله) والساكن معه في نفس العمارة. وقائع القضية حصلت بتاريخ 29 أكتوبر الماضي بحي بوعبة بالبليدة حين تلقى الضحية ثلاث طعنات عشوائية من المتهم (عبد الرحمان). في حين قام المتهم (رزق الله) بطعنه على مستوى الرقبة ومحاولة ذبحه ليقوما بعدها بتسليم نفسيهما لمصالح الدرك بعد أن علما بنجاة الضحية (ي. رمضان) وبأعجوبة من الموت ويعترفا بالجريمة المنسوبة إليهما. هذا وذكر المتهم (م. عبد الرحمان) في جميع مراحل التحقيق أنه تلقى عرضا من المتهم الرئيسي الثاني (م. رزق الله) بسرقة سيارة الأجرة الخاصة بالضحية وقتله مقابل مبلغ 35 مليون سنتيم، فطلب منه إمهاله الوقت للتفكير في هذا العرض ليعلمه بعد أسبوع بقرار الموافقة على العملية ويبدأ في التمهيد لها بشراء خنجرين من نوع "كلون داري" ومن ثمة قام المتهم (م. رزق الله) والمدعو فتحي بتنفيذ الخطة والاتصال بالضحية للقائه بمحطة السيارات، حتى يقوم بأخذهما من باب السبت بالبليدة الى منطقة السات الواقعة شرق مدينة تيبازة واتفقا معه على أجرة 1500 دينار وكانت الساعة تشير إلى السادسة مساء ليقوم (عبد الرحمان) بالجلوس في المقعد الأمامي و(رزق الله) بالمعقد الخلفي وراء السائق مباشرة وكان من المفروض -على حد قوله- وتعليق القاضية بأن يحدث العكس، خاصة وأن (رزق الله) هو جار السائق. ثم ذكر المتهم (عبد الرحمان) أمام هيئة المحكمة أنه عند وصولهم الى مدينة السات طلب (رزق الله) من السائق الوقوف لينزل المتهمان من السيارة ويختفيا عن الأنظار، حيث وجدوا الزبائن في انتظارهم والذين وافقوا على الصفقة وعلى سرقة السيارة وشرائها من المتهمين بمبلغ 70 مليون سنتيم، ولم يدم ذلك الغياب سوى حوالي عشر دقائق وعند رجوعهما إلى السيارة كان الضحية في انتظارهما في نفس المكان وقد أخبر (رزق الله) سائق للسارة الأجرة (ي. رمضان) بأن يتفادى دوريات الأمن في الطريق لأنه يحمل معه كمية من المخدرات وهذا ما أنكره الضحية أمام العدالة ومتجهين نحو حي بوعبة بالشفة وهو مكان خال وغير آهل بالسكان حيث قام المتهم (م. رزق الله) بتقديم الأجرة ثم سحب رأسه إلى الخلف وقام بطعنه وأخذ بسحب السكين ذهابا وإيابا حتى انفجر الدم من رقبته، وقام المتهم (م. عبد الرحمان) بطعنه بثلاث طعنات عشوائية في كامل جسده ومع هول ما رآه منهم فر خائفا ثم تبعه المتهم الثاني ليتركا السيارة والضحية في تلك الحال. ولكن الضحية لم يستسلم للموت وهو في تلك الحالة حيث قام بالسير بالسيارة نحو أول دورية للدرك الوطني لأجل إسعافه، وأضاف الضحية (ي. رمضان) أن المتهم (م. عبد الرحمان) جاءه الى المستشفى وكان خائفا من أنه يقدم لغرض قتله فراح يصرخ بالنجدة، غير أن (عبد الرحمان) ذكر أنه جاء إليه لكي يطلب منه السماح، خاصة وأنهما في مقتبل العمر وليس لهما سوابق. لذا وبعد مداولات قانونية أصدرت المحكمة حكما بإدانة المتهمين ومعاقبتهما ب 10 سنوات سجنا نافذا ل (م. رزق الله) و(م.0 عبد الرحمان) وبغرامة مالية قيمتها 50 ألف دينار جزائري.