سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ميشال هيدالغو مدرب المنتخب الفرنسي الأسبق ل"النهار":"على زياني الرحيل عن مرسيليا إذا أراد النجاح" و"الجزائر كانت الأحسن في شمال إفريقيا، لكن مستواها تراجع كثيرا"
كشف ميشال هيدالغو، مدرب منتخب فرنسا الأسبق والمحلل الرياضي المعروف، أنه تلقى دعوة من بعض قدماء اللاعبين الجزائريين، للحضور إلى الجزائر قصد المشاركة في عيدي الاستقلال والشباب من خلال المشاركة في التظاهرات الرياضية التي ستنظم خلال هذا اليوم، نافيا أن يكون على علاقة مع الفاف أو وزارة الشباب والرياضة رغم أنه كان ضمن الوفد الذي تنقل إلى الجزائر خلال السنة المنصرمة رفقة الوفد الأوروبي الذي كان مكلفا بإعداد دراسة عن الحالة المزرية التي وصلت إليها كرة الدم في بلادنا. س – بداية، كيف حالكم، وكيف تقضون هذه الفترة؟ ج – أعمل حاليا مع قناة "كنال +" كمحلل رياضي لكأس أوروبا للأمم الجارية حاليا في النمسا وسويسرا، إضافة إلى عملي مع قناة أولمبيك مرسيليا الرسمية. أنا حر من أي التزام ولا أدرب أي ناد أو منتخب حاليا، حيث أنني منشغل بالالتزامات التي تربطني ببعض وسائل الإعلام. س – لم نسمع عن هيدالغو منذ قدومه للجزائر، هل لنا أن نعرف جديدكم؟ ج – حالة كرة القدم في الجزائر تعرفونها أفضل مني، فقد تقهقر مستوى المنتخب الجزائري إلى مستوى لم يكن ينتظره أحد، بعد أن كان أحسن منتخبات شمال إفريقيا، والأسباب تبقى مبهمة رغم أن الجزائر ما زالت تنجب لاعبين في المستوى يصنعون أحلى أيام بعض الأندية الأوروبية المحترفة. "تلقيت دعوة للعودة إلى الجزائر، ولا تربطني أية علاقة مع الفاف والوزارة" س – وهل تنوون العودة مجددا ولو لزيارة قصيرة؟ ج – فعلا، فقد تلقيت دعوة من بعض اللاعبين القدامى الجزائريين الذين يعرفونني، والذين يصرون علي للحضور والمشاركة في التظاهرات الرياضية التي قرروا القيام بها يوم 5 جويلية المقبل إحياء لعيد الاستقلال في الجزائر، لكنني لم أعطهم موافقتي النهائية بسبب الالتزامات التي تحدثت عنها فيما سبق. س – نفهم من حديثكم أنكم على اتصال مع المسؤولين على كرة القدم في بلادنا؟ ج – أنفي ذلك جملة وتفصيلا، حيث أنه لا تربطني أية علاقة لا مع مسؤولي وزارة الشباب والرياضة ولا مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والدعوة تلقيتها من لاعبين جزائريين قدماء أعتبرهم أصدقاء لي، وأقدر لهم رغبتهم في استضافتي. "زياني لم ينجح في مرسيليا وعليه البحث عن نفسه بعيدا عنها" س – ما رأيكم في اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في البطولة الفرنسية، وبالخصوص زياني بحكم عملكم في قناة أولمبيك مرسيليا الرسمية؟ ج – هناك عدد من اللاعبين الذين تألقوا في الموسم المنصرم على غرار رفيق صايفي الذي أبدى إمكانيات معتبرة رغم تقدمه في السن مقارنة باللاعبين الآخرين، أما فيما يخص زياني، فرأيي أنه لم يجد نفسه في مرسيليا وهو السبب الذي جعله يفشل مع النادي في أول موسم له، فرغم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها هو الآخر، إلا أنه عرف موسما صعبا للغاية، وأظن أنه عليه الرحيل وترك الفريق حتى يجد نفسه ويفجر إمكانياته. "روسيا الأوفر حظا للظفر بالتاج الأوروبي" س – لنعرج على كأس أوروبا للأمم الجارية حاليا، برأيكم من هو الفريق الأوفر حظا في التتويج؟ ج – أرى أن روسيا التي تمتلك لاعبين صغار في السن توجد في أحسن رواق للظفر بكأس أوروبا في هذه الطبعة، فقد أبهرت التشكيلة الروسية جميع متتبعي المونديال الأوروبي بمستواها العالي وقدرتها على الصمود فوق أرضية الميدان، كما أن امتلاكها لعناصر شابة تملك إمكانيات فنية وبدنية كبيرة على غرار إيفان سيينكو والمهاجم القوي أنديره أرشافين يمكنها من صنع الفارق في كل مرة مثلما رأينا في مباراة ربع النهائي التي جمعتها بهولندا، رغم أن هذه الأخيرة كانت مرشحة للذهاب بعيدا في المنافسة الأوروبية. "إسبانيا وإيطاليا لم يقدما ما كان منتظرا منهما" س – البعض يؤكد أن الطريق أصبحت مفتوحة أمام إسبانيا للتتويج بعد إقصائها لإيطاليا، هل تشاطرون هذا الرأي؟ ج – أريد أن أؤكد شيئا بهذا ا لشأن وهو أن الإسبان لم يؤدوا مباراة كبيرة في ربع النهائي، وحتى الإيطاليين لم يلعبوا بإمكانياتهم كاملة، فالمباراة كانت تنقصها الإثارة ومستواها لم يرق للمستوى الذي كان ينتظره المتتبعون رغم عراقة وحجم المنتخبين سواء من حيث التاريخ أو الأسماء المتواجدة فيهما حاليا. أظن أن الحظ كان إلى جانب الإسبان لأنهم تمكّنوا من الوصول إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت لهم بوجود الحارس الكبير إيكار كاسياس. "ألمانيا أقوى منتخب من الناحية البدنية" س – ترشحون روسيا للفوز بالتاج الأوروبي، وكأنكم تناسيتم وجود الماكينة الألمانية؟ ج – بالفعل، فوصول الألمان إلى هذا الدور المتقدم يعني أنهم مصممون على الذهاب إلى أبعد حد ممكن. أرى أن المانشافت هي أقوى المنتخبات حاليا من الناحية البدنية، كما أن أفضلية ال24 ساعة التي تحصلت عليها مقارنة بالمنتخبات الأخرى يمنحها فرصة لاسترجاع طاقات لاعبيها، ومن ثمّ الانطلاق في التحضير لنصف النهائي الذي لن يكون سهلا بالنسبة لزملاء ميكائيل بالاك، لأنهم سيواجهون منتخب تركيا الذي أحدث المفاجأة لحد الآن بوصوله إلى نصف النهائي. "المنتخب الفرنسي أصاب محبيه بإحباط كبير" س – وكيف تفسرون إخفاق المنتخب الفرنسي في تخطي الدور الأول؟ ج – المنتخب الفرنسي لم يلعب بطريقته المعتادة في الدور الأول، بل إنه أصاب متتبعيه بإحباط كبير بسبب النتائج التي تحصل عليها، كما أن وقوعه في مجموعة صعبة للغاية سميت بمجموعة الموت صعب عليه المهمة نوعا ما، أرى أن هناك اختلاط ومزج بين جيلين مختلفين، فالجيل القديم على شاكلة ماكيليلي وفييرا قدم ما عليه في وقت سابق، وحان الوقت لوضع الثقة في الجيل الجديد المتكون من لاعبين موهوبين بإمكانهم أن يصنعوا أمجادا أخرى للمنتخب الفرنسي. بن زيمة، ناصري وبن عرفة يمثلون مستقبل الكرة الفرنسية، وعلى الجيل القديم الرحيل" س – إذًا فالديوك لم يقنعوا واستحقوا الإقصاء؟ ج – نعم، ولابد على مسؤولي الاتحادية الفرنسية الشروع في التفكير لخليفة هذا المنتخب منذ الآن، لأننا على بعد عامين من كأس العالم التي ستجرى في جنوب إفريقيا، حتى نكوّن منتخبا قادرا على اللعب على اللقب العالمي مجددا، وأظن أنه حان الوقت للتخلي عن الجيل القديم على غرار الحارس كوبيه، ماكيليلي، فييرا، سانيول، تورام والآخرين، وفسح المجال أمام كل من بن زيمة، ناصري وبن عرفة الذين يمثلون المستقبل الحقيقي لكرة القدم الفرنسية لأن أعمارهم حاليا تتراوح بين 20 و21 سنة، وسيصبحون أكثر تمرسا وخبرة بعد مرور موسمين كونهم يلعبون في أندية كبيرة وعريقة ويؤدون مباريات في المستوى تجعلهم مؤهلين للدفاع عن الألوان الفرنسية. س – وماذا بخصوص إقصاء منتخب إيطاليا بطل العالم ؟ ج – كما سبق وأن أشرت إليه، فإن الإيطاليين لم يبذلوا جهدا يستحقون من خلاله التأهل إلى نصف النهائي ولا في ربع النهائي أمام إسبانيا ولا حتى في الدور الأول الذي كانوا فيه على وشك الإقصاء، ذلك أن المستوى الذي ظهروا به إضافة إلى قوة المنافسين كانوا أكبر من توقعاتهم، لهذا فإنهم توقفوا في ربع النهائي.