لم يتمكن شباب بلوزداد من الإطاحة بشبيبة القبائل رائد ترتيب أندية القسم الوطني الأول، في المباراة التي جمعت التشكيلتين أول أمس بملعب 20 أوت، والتي انتهت بالتعادل السلبي، وعرفت حدوث مناوشات قد تتسبب في معاقبة الملعب. البداية كانت لصالح أصحاب الأرض الذين سعوا إلى بسط سيطرتهم على مجريات المباراة منذ الوهلة الأولى، من خلال السيطرة على وسط الميدان والبحث عن مباغتة الدفاع القبائلي الذي تأثر بعد الإصابة التي تعرض لها المدافع سفيان حركات وهو ما جعل المدرب موسى صايب مضطرا إلى تعويضه. الحراسة الفردية التي فرضها عبد السلام على مزوار شلت من تحركات هذا الأخير، حيث أنه لم يجد ضالته، كما أن الوجه الشاحب الذي ظهر به قاسمي و الشاب بوعبد الله قللا من خطورة الهجمات المتتالية التي شنها أصحاب الأرض، فالإثارة والحماس كانا حاضرين، إلا أن العروض الفنية والأهداف غابا عن المرحلة الأولى التي انتهت كما بدأت. ومباشرة بعد بداية الشوط الثاني، كاد المهاجم حيماني أن يخلط أوراق الشباب مستغلا بذلك سوء التفاهم الذي حصل بين المدافع أكساس والحارس فلاح، ووجد مهاجم الشبيبة فرصة لتغيير مسار الكرة ليوجهه نحو الشباك، لكن عودة مجيد بن عطية فوتت على الكناري فرصة فتح باب التسجيل. وسدد برملة نحو المرمى بعد ذلك من على حدود منطقة ال18 مترا، لكن تسديدته مرت فوق إطار المرمى بقليل، وضيع هجوم الشباب فرصة ذهبية ثانية عندما انفرد صايبي بالكرة على الناحية اليمني، ولما كان الجميع ينتظر أن يقوم اللاعب بتسديد الكرة نحو الشباك، مرر اللاعب الكرة إلى زميله حيماني الذي لم يلحق بها، كما وجه برملة قذفة أخرى مرت جانبية. اللقطة التي ألهبت مدرجات ملعب 20 أوت جاءت عند الدقيقة ال87 عندما اصطدمت الكرة بالمدافع زافور، حيث طالب خلالها لاعبو وأنصار الشباب بضربة جزاء لتأكدهم أن الكرة لامست يد اللاعب، لكن الحكم لم يصفرها وأمر بمواصلة اللعب إلى غاية إعلانه عن نهاية المباراة بالتعادل السلبي. أكد أنه يتحمل مسؤولية خياراته، حنكوش يصرح "الحكم حرمنا من ضربة جزاء، وسنتدارك أمام الوفاق " حمل محمد حنكوش مدرب شباب بلوزداد مسؤولية التعادل الذي فرض على فريقه أمام شبيبة القبائل أول أمس للحكم الذي أدار المباراة، متهما إياه بحرمان فريقه من ضربة جزاء شرعية قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة. وصرح حنكوش بعد نهاية المواجهة أن فريقه كان يستحق الفوز نظرا للمجهودات الكبيرة التي بذلها لاعبوه، مشيرا إلى أن ضربة الجزاء التي لم يصفرها الحكم حرمت الشباب من فوز مستحق. وأشار المدرب البلوزدادي إلى أن الضيوف كانوا في المستوى، وشكلوا صعوبات جمة لتشكيلته التي كان ينقصها الخبرة والتجربة اللازمتين في مثل هذه المواعيد : "شبيبة القبائل فريق كبير ورايدته للترتيب لدليل على ذلك، فقد خلقوا لنا عدة صعوبات وهو ما خلق الفارق بين لاعبيهم وعناصري التي كانت تنقصها الخبرة لتسيير مثل هذه المواعيد التي تعتبر صعبة للغاية كما سبق وأن أشرت إليه قبل المباراة، أعتبر هذا التعادل شبه تعثر ومازال أمامنا الكثير سنظهره في المباريات المقبلة ". من جهة أخرى، أكد الرجل الأول في العارضة الفنية للشباب أنه يتحمل مسؤولية خياراته التكتيكية، في رد على من انتقدوه خلال وبعد المباراة بسبب إقحامه للشاب بوعبد الله كأساسي، إضافة إلى قاسمي، لاسيما وأنهما لم يقوما بما كان منتظرا منهما، مشيرا إلى أن الغيابات الكثيرة التي عرفها فريقه فرضت عليه هذه الخيارات. وفي الأخير، أكد حنكوش أن فريقه سيتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وسيتدارك أموره في المواعيد المقبلة التي تنتظره، والتي سيكون أولها مواجهة وفاق سطيف التي يجمع المتتبعين أنها ستكون أصعب من مباراة أول أمس. ندد بالاعتداء على مدافعه خديس: بن حملات :"ضيعنا فوزا محققا" أثنى عزيز بن حملات مساعد مدرب شبيبة القبائل على المجهودات الكبيرة التي بذلها لاعبوه فوق أرضية ميدان ملعب 20 أوت، والتي مكنت الفريق من العودة إلى الديار بنقطة التعادل أمام شباب بلوزداد. وصرح بن حملات أن فريقه لعب مباراة في المستوى، وبالخصوص في خط الدفاع، حيث أنه وقف أمام هجومات أصحاب الأرض المتكررة، وتمكن من صدها من خلال تشديد الخناق على مهاجمي الفريق الخصم. وقال بن حملات : "لم نظهر بمستوانا الحقيقي في المرحلة الأولى نظرا لعدة عوامل أهمها الضغط الكبير الذي عانينا منه، لكننا ضيعنا الفوز في المرحلة الثانية بسبب تضييعنا لعدة فرص سانحة للتسجيل، كانت ستمكننا من العودة إلى الديار بنقاط المباراة الثلاث لو عرفنا كيفية استغلالها " ولم يفوت اللاعب السابق للشبيبة الفرصة لإدانة أعمل العنف التي تخللت المباراة، لاسيما بعد الاعتداء الذي راح ضحيته المدافع سيد أحمد خديس مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور تؤثر سلبيا على الأداء وحتى على المستوى العام للمباريات، داعيا إلى إيقافها ومعاقبة المتسببين فيها. نحو معاقبة ملعب 20 أوت يبدو أن أنصار شباب بلوزداد سيحرمون من متابعة مباريات فريقهم لما يستقبل ضيوفه في ملعبه، حيث أن أعمال العنف التي عرفتها مواجهته لشبيبة القبائل من المنتظر أن تدفع بلجنة الانضباط على مستوى الرابطة الوطنية لكرة القدم إلى تسليط عقوبة قاسية على أبناء العقيبة. خديس يتعرض لاعتداء جسدي في المدرجات الشرفية تعرض سيد أحمد خديس مدافع شبيبة القبائل –الذي لم يستدع للمشاركة في المباراة إلى اعتداء وحشي رغم أنه كان متواجدا في المنصة الشرفية، حيث أن بعض أشباه الأنصار اقتربوا منه وظلوا يوجهون له عبارات مهينة من أجل استفزازه، وهو ما جعله ينتفض ليتلقى بعضها وابلا من اللكمات والشتائم، وذلك ما استدعى تدخل قوات الأمن، لإنزاله إلى النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس. خديس :"عشت الجحيم في 20 أوت" وصرح مدافع نصر حسين داي السابق أنه عاش الجحيم في ملعب 20 أوت، حيث صرح : "لما كنت جالسا، حاول بعض الأشخاص استفزازي، حيث ظلوا يرددون أنني ألعب بكل قوة أمام الشباب لأنني ابن النصرية، لكنني لم أرد عليهم إلى غاية قيام أحدهم بإشهار خنجر ما جعلني أبادر إلى ضربه دفاعا عن النفس، لكن الذين كانوا أمامنا تدخلوا ليس لفض النزاع، بل أنني تعرضت للضرب بعد ذلك ومن كل الجوانب، ولولا تدخل بعض الأنصار الذين يعرفوني لما تمكنت من الخروج من المدرجات الشرفية، وقد كان عودية أمامي وشاهد كل شيء وأكد لي أن المحيط لم يعد يشجع على ممارسة كرة القدم، حمدت الله كثيرا لأنني لم أصب من الناحية البدنية." عبد السلام تشابك مع أحد "أشباه المسيرين" قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، ولما كان عبد السلام يسعى إلى تنفيذ تماس، تعرض هذا الأخير لكلام جارح من طرف أحد أشباه المسيرين الذين كانوا يقفون على حافة الأرضية، وهو ما جعل اللاعب يرد عليه بالمثل، وذلك ما ألهب المدرجات وتسبب في فوضى كبيرة.