انتهى مشروع التشحير للقضاء على ظاهرة صعود المياه بحي سيدي مستور ببلدية الوادي إلى الفشل الذريع جراء موت مئات الأشجار حسبما نقله بعض سكان حي سيدي مستور للنهار وقد إزدادت الأزمة تعقيدا هذه الايام مع موجة الحرارة الشديدة التي تجتاح المنطقة والتي فاقت 50 درجة مئوية. هذا ناهيك عن قلة الماء المعطى لها مما تركها عرضة للعطش والهلاك. واستنادا للمعلومات المتوفرة فقد تم منذ أزيد من سنتين غرس أكثر من 15 ألف شجيرة أغلبها من الكاليتوس في شكل مجمعات غابية صغيرة حول حي سيدي مستور المنكوب بظاهرة صعود المياه التي تسببت في إنهيار العديد من البيوت الآهلة وظهور عدة أمراض مرتبطة بالتلوث البيئي والرطوبة الزائدة والمستنقعات التي أصبحت ظاهرة على السطح والمياه الملوثة التي تسربت إلى داخل الغرف. وتحيط بهذه المجمعات الغابية أسوار من جريد النخل الجاف مقدر بثمانية آلاف. كما أنجزت 03 ممرات معبدة وقناة نقل المياه الزائدة بطول يتجاوز 2 كلم، إضافة إلى 15 بئرا سطحيا مع شبكة سقي مقدرة ب 1.6 كلم وتطوع بالحراسة والتنظيف وبرمجة 15 مشروعا في إطار المنفعة العامة. كل هذا من أجل امتصاص المياه الزائدة للتخفيف من معاناة سكان حي سيدي مستور البالغ عددهم خمسة آلاف نسمة. ويتساءل سكان الحي عن مصير هذا المشروع الضخم فيما يخص جانب التشجير الذي استهلك أموالا ضخمة حيث أوكلت مهمة تنفيذه إلى محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح الولاية ومديرية التعمير والبناء ومديرية التشغيل. وذكر بعض السكان أن السلطات تخلت عن هذا المشروع الهام وهو في منتصف الطريق رغم أنه أنجز في الأصل من أجلهم قصد إنقاذهم من نكبة صعود المياه، حيث ماتت مئات الأشجار بسبب عدم العناية والرعاية وتحولت إلى أطلال شاهدة على من أنجزوها وعلى ضياع أموال الدولة وأضاف هؤلاء في حديث بعضهم "للنهار" أن هذه الأشجار وبعد أن تكونت طبقة ملحية صلبة أسفل جذوعها لم تستطع المياه إختراقها نحو الجذور وبالتالي عجزت عن إمتصاصها وكدليل على ضياع المشروع هو مغادرة أعوان حراسة الأشجار إلى إداراتهم في إشارة إلى عدم الجدوى من وجودهم أمام ضياع المشروع الذي أنفقت الدولة من أجله عشرات الملايين. وقد ناشد السكان السلطات المعنية التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قصد حماية هذه الثروة الغابية من الضياع التي يعول عليها السكان كثيرا في التخفيف من معاناتهم وتحميل الوسط البيئي الذي لم يعد قابلا للعيش فيه بسبب ظاهرة صعود المياه التي أتت على الأخضر واليابس. يذكر في الأخير أن منطقة سيدي مستور مصنفة على أنها جهة منكوبة بسبب ظاهرة صعود المياه وحظيت باهتمام رسمي من قبل السلطات الولائية التي ينتظر سكانها الوعود التي قطعوها لهم بشان ترحيلهم وإعناتهم على بناء حياة جديدة في أحياء قررت الولاية سابقا تخصيصها لهم.