قال مصدر في الخارجیة الأمیركیة، أمس، إن الرئیس باراك أوباما «یستطیع إلغاء زیارتھ» المرتقبة إلى إسرائیل، في حالتي عدم تشكیل الحكومة التي یحاول بنیامین نتنیاهو تشكیلھا، وعدم الحصول على تأكیدات من نتنیاهو بأنھ سیقدم تعھدات بتجمید بناء المستوطنات في الضفة الغربیة. لكن المصدر أضاف أن أوباما، لا الخارجیة، هو صاحب القرار الأخیر، وأن لا بد من وضع اعتبار للكونغرس. وأشار المصدر إلى اجتماع جون كیري، وزیر الخارجیة الأمیركیة مع الرئیس الفلسطیني محمود عباس في الریاض أمس، وقال ل«الشرق الأوسط»، إن كیري لن یقدم تعھدات لعباس بتجمید المستوطنات، لكنھ سیقول لھ إن الرئیس أوباما یرى الموضوع على رأس أجندة زیارتھ لإسرائیل، وإن كیري لن یتعھد، أیضا، بطلب جدول زمني من إسرائیل للانسحاب، وذلك «لأن هذا الموضوع معقد، ویمتد من الخارجیة والبیت الأبیض إلى الكونغرس»، وإن كیري، السیناتور السابق، لن یقدم تعھدات قبل الاطلاع على آراء زملائھ السابقین، سواء دیمقراطیین أو جمھوریین. وأشار المصدر إلى أن الرئیس أوباما كان «لدغ» في موضوع المستوطنات، عندما طلب من إسرائیل تجمیدها في عام 2009 حین ألقى خطابا في القاهرة وجھھ إلى العالم الإسلامي، ثم، في وقت لاحق، وتحت ضغوط أصدقاء إسرائیل في الكونغرس، غیر رأیھ. وقال المصدر إن أوباما، طبیعیا، لا یرید أن «یلدغ مرة أخرى»، وإنھ یرید أن یلزم نتنیاهو هذه المرة. وقال المصدر أیضا، إن أوباما یعرف قوة أصدقاء إسرائیل في الكونغرس، وإنھ، في هذه الحالة، لا بد أن یعتمد على اتصالات الوزیر كیري مع زملائھ السابقین. وتوقع المصدر أن یذهب كیري، بعد عودتھ من الشرق الأوسط، إلى الكونغرس لیخاطب لجنة العلاقات الخارجیة، التي كان رئیسھا قبل أن یصبح وزیرا. ویتوقع أن یكون الموضوعان الرئیسیان هما المستوطنات وإیران، وأن كیري ربما یسعى إلى صفقة مع زملائھ السابقین بمزید من التشدد مع إیران، مقابل التزام من إسرائیل حول المستوطنات. وأشار المصدر إلى تصریح، أول من أمس، أصدرتھ فیكتوریا نولاند، المتحدثة باسم الخارجیة الأمیركیة، إلى أن كیري اتصل تلفونیا مع كل من عباس ونتنیاهو، وقال إنھ یعتقد أن كیري یحاول، حقیقة، حسم موضوع تجمید المستوطنات كخطوة نحو استئناف مفاوضات السلام، وخاصة لأن عباس كرر أنھ لن یعود إلى المفاوضات مع استمرار بناء المستوطنات. وترددت في الولایات المتحدة وإسرائیل، معلومات تفید بأن أوباما طلب من رئیس الحكومة الإسرائیلیة، بنیامین نتنیاهو، إعداد جدول زمني للانسحاب من الضفة الغربیة في إطار تسویة شاملة للصراع الإسرائیلي - الفلسطیني.