تعد مواكبة التحولات التكنولوجية التي يشهدها عالم الإتصالات أهم تحد يواجه وسائل الإعلام الوطنية بشتى أصنافها، التي أصبحت مطالبة بمسايرة الزحف التكنولوجي من خلال تكوين مواردها البشرية والتفكير في حلول ذكية تضمن الفوز بمعركة الصراع من أجل البقاء. وقد أجمع مسؤولو عدد من وسائل الإعلام الثقيلة والمكتوبة على هامش معرض "ذاكرة وإنجازات" الخاص بقطاع الإتصال والمنظم في إطار الاحتفال بخمسينية الإستقلال على أن الرهان الحالي بالنسبة لمسيري هذه المؤسسات الإعلامية هو البحث عن الوسائل الكفيلة بالحفاظ على المكانة التي اكتسبتها منذ 50 سنة من الإستقلال خاصة في ظل المنافسة بين الفاعلين في مجال الإعلام و الإتصال. وبهذا الخصوص يقول مدير الأخبار بوكالة الأنباء الجزائرية مصطفى عبدلي بأن هذه المؤسسة الإعلامية التي تعد الممون الرئيسي بالأخبار للصحافة الكلاسكية و الإلكترونية الوطنية منها و العالمية تعمل على التحسين من خدماتها و عروضها على شتى الأصعدة من خلال إدخال وسائل الإتصال الحديثة و التكوين النوعي لصحفييها. و بصفتها تتمركز في "قلب الدائرة الإعلامية الوطنية" عمدت الوكالة مؤخرا إلى ولوج العالم السمعي-البصري في خطوة تدريجية عبر إنشاء قسم خاص بهذا المجال يقوم بتغطية بعض النشاطات و إعداد تحقيقات مضامينها تهم المجتمع بمختلف شرائحه. كما عمدت في نفس الوقت إلى إنشاء مواقع إلكترونية جهوية بالموازاة مع إعدادها تدريجيا لإطلاق تلفزيونها عبر شبكة الأنترنيت (واب-تيفي) في خطوة الغرض منها التحضير لقناة إخبارية خاصة بها مستقبلا. و في ذات الصدد أكد المدير العام لمؤسسة التلفزيون الجزائري توفيق خلادي بأنه أضحى لزوما على المؤسسة الإعلامية التي يترأسها تحديث كل وسائلها التقنية لمسايرة التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا المجال على مدار الساعة مع كل ما يعني ذلك من استثمار لمبالغ ضخمة. كما يعد التكوين شقا آخر يكتسي أهميته حيث تحرص ذات المؤسسة على تكوين طاقاتها البشرية بما يتيح لها التعامل مع التقنيات الحديثة في نقل الحدث في الوقت الحقيقي. صحيفة المجاهد بدورها تولي أهمية خاصة لهذا المجال حيث أوضحت مديرتها العامة نعمة عباس بأن هذه اليومية التاريخية حرصت منذ البدء على مواكبة التحولات التي يشهدها قطاع الإعلام و هي اليوم قد "تمكنت من جذب ما لا يقل عن ثلاثة ملايين متصفح لطبعتها الإلكترونية و هو الرقم الذي يعرف ارتفاعا متزايدا اليوم بعد الآخر". و نفس الأمر بالنسبة ليومية الشعب التي تحتفل بدورها بخمسينية تأسيسيها حيث أوضحت مديرتها العامة السيدة أمينة دباش بأن صحيفة الشعب التي تعد رمزا من رموز الجمهورية الجزائرية واكبت كل التحولات و التطورات التي مرت بها البلاد و تعمل جاهدة على إيجاد حيز معتبر لها بين ما يناهز 130 عنوانا إخباريا خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الذي أصبح عاملا محددا لتوسع أي وسيلة إعلامية.