لا يعد مرور خمسين سنة على صدور أول عدد ليومية «الشعب» في 11 ديسمبر 1962، فرصة للاحتفال بمثل هذا الحدث العظيم، بل هو مناسبة جيدة للوقوف على ما أنجزته (أم الجرائد) طيلة خمسة عقود من الزمن، وما آلت إليه اليوم في زمن السرعة والتكنولوجيات الحديثة وفي ظل التفتح الذي شهده قطاع الصحافة المكتوبة وبروز أكثر من مائة عنوان زد إلى ذلك الإعلام الإلكتروني دون الحديث على السمعي البصري. وشكلت أمس «الصحافة العمومية في المشهد الإعلامي الحالي ومكانة جريدة «الشعب»، عنوان مداخلة قدمتها أمينة دباش الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» للإعلان من خلالها على الانطلاق الرسمي لمراسيم احتفال الجريدة الرمز بخمسينيتها، التي تنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بقصر الثقافة (مفدي زكريا). والحديث عن اليومية التي «كانت ولا تزال مدرسة تخرّج ويتخرج منها إعلاميون لامعون ومسؤولون بارزون في الدولة» والتي «رافقت جل مراحل الحياة الوطنية»، حسب ما أكدت عليه المسؤولة الأولى في جريدة «الشعب»، يستوقف، كما أضافت للتساؤل على مكانتها اليوم وسط الزخم الكبير من العناوين التي تملأ الساحة الاعلامية الجزائرية. و في ذات السياق أضافت السيدة أمينة دباش قائلة أنه «يحق لنا بعد خمسين سنة من الصدور أن نتساءل هل تملك (أم الجرائد) المكانة التي تستحقها في سنوات الألفين هذه، والتي أصبح الاتصال فيها صناعةً؟ ومن المؤكد أن هذا هو السؤال الذي يطرحه حتما اليوم كل من يهمه أمر وواقع الصحافة العمومية في جزائر اليوم، وكل من يدير كمثال جريدة «الشعب»، مؤسسات إعلامية عمومية هي في أمسّ الحاجة كما تطرقت إليه الرئيسة المديرة العامة إلى «تسييرٍ محكم، تنظيم مدروس، تمويل قار، وخاصة توزيع جيد». وإذا ما اجتمعت هذه المكونات، التي تترجم في حد ذاتها الإرادة السياسية القارة بوجود أعلام يخدم الصالح العام ويؤدي مهنة وواجب توصيل الخبر للقارئ بكل مصداقية، فنقدر أن تقول أنه من الممكن الاطمئنان على «مصير الصحافة المكتوبة العمومية والتي تشمل الآن ستة عناوين تأتي في مقدمتها «الشعب» و«المجاهد». ودون محاولة منها لاستباق الأحداث استغلت المتدخلة فرصة تخليد الذكرى الخمسين لصدور الجريدة الأم للقول لكل من يهمه الأمر أن «العاطفة وحدها لا تكفي للنهوض بمثل هذا العنوان الرمز، لكن الأمر يتطلب وضع مخطط شامل خاصة وأن الإرادة السياسية موجودة و أن عوامل ضرورية أخرى متوفرة وعلى رأسها الكفاءات الإعلامية»، مضيفة في نفس السياق أن «شروط نجاح أية وسيلة إعلامية تتمثل في وجود خط افتتاحي واضح، مصادر خبر موثوقة ، توزيع جيد وتمويل ثابت، إلى جانب كفاءات تتحلى بأخلاق مهنية عالية».