كشفت التقارير الرسمية لمصالح فرق قمع الغش بولاية النعامة مؤخرا أن هناك حالات عديدة تخص عدم احترام الجزارين لمبدأ إخضاع اللحوم التي يبيعونها للمعاينة البيطرية اضطرتهم إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الردعية للمخالفين كالغلق المؤقت ل 8 محلات لبيع اللحوم بسبب غياب شروط النظافة والصحة وعدم احترام مقاييس وقوانين الممارسات التجارية. كما تقرر مؤخرا غلق المذبح البلدي بسبب غياب شروط النظافة حسبما علم لدى المفتشية البيطرية بالولاية. يأتي غلق هذا المذبح بعد أن سجل المكتب البلدي لحفظ الصحة والنظافة عدة نقائص عبر هذا المذبح ومن أجل الحفاظ على صحة المستهلك أبدى محدثونا قلقا كبيرا من جزاري بلدية المشرية اتجاه ما بات يهدد مهنة الجزار الصامدة بعد غزو تجارة اللحم المجمد، وهي الظاهرة التي لم يعشها المواطن بولاية النعامة من قبل في منطقة رعوية أهلها يزاولون مهنة تربية الأغنام، فلقد صرح لنا العديد من هؤلاء أن عاملي التهريب وانتشار ظاهرة الذبح غير الشرعي وراء الأزمة الحالية التي وصل خلالها سعر الكلغ الواحد أكثر من 480 دج للكلغ والغلمي الى 430 دج/ للكلغ. والملاحظ أنه عرف اختلالا بشكل فضيع وهذا بعد تقلص حجم الماشية الذي أرجعه محدثونا إلى عمليات التهريب بالدرجة الأولى التي أضحت تهدد الثروة الوطنية بالاستنزاف والتي لم تشهدها الجهة بهذه الحدة من قبل، فلقد علمنا من هؤلاء الجزارين القلقين على مصيرهم أن قوافل الأغنام وبعد تشديد الخناق الأمني على الحدود الغربية صارت تأخذ وجهة الحدود الشرقية والدليل على ذلك توافد العديد من الشاحنات التي تحمل ترقيم ولايات الشرق والتي تقتحم أسواق بلديات النعامة كل أسبوع كسوق المشرية أحد الممونين الرئيسين لسواق اللحوم على المستوى الوطني. أمام هذا الوضع الخطير، اضطر العديد من الجزارين إلى الاستنجاد بلحم الدجاج من أجل ضمان عيش عائلاتهم وهذا بعد توقيف نشاط مهنة الجزار بشكل ملفت للانتباه ببلديات الولاية. من جانب آخر دقت فئة أخرى ناقوس الخطر منددين بعمليات الذبح غير الشرعي، وهو أمر يستدعي التدخل من قبل الجهات المعنية قصد الحد من هذه الظاهرة التي تساهم بشكل كبير في تقلص رؤوس هذه الثروة، لتبقى صرخة هؤلاء الغيورين على هذه المهنة محاولة لاستقطاب واهتمام المعنيين. وفي انتظار تدخل عاجل وحازم تفاديا للنزيف يبقى المستهلك متجها نحو اللحوم البيضاء، يحدث هذا وشهر الرحمة على الأبواب فهل تكون صحة المواطن في مأمن في ظل تفشى الأمراض الفتاكة في وسط المواشي خاصة وأن سكان النعامة معرفون باستهلاكها بشكل ملفت للانتباه.