أكد رئيس مصلحة الطب الوقائي والأوبئة، نبيل نعمان، أنه تم تسجيل أكثر من 500 حالة لسعة عقربية، وأكثر الحالات المسجلة كانت بالجهة الشمالية للولاية، لاسيما بلديات أفلو 70 حالة، بريدة 45 حالة، الغيشة 44 حالة، قصر الحيران 43 حالة وابن الناصر. يبقى التسمم العقربي واحدا من المعضلات التي باتت تؤرق مصالح الصحة العمومية في ولاية الأغواط، حيث تنتشر بها أخطر أنواع العقارب السامة، مهددة حياة الناس وعلى رأسهم مربي الماشية، والتي تسجل فيها حالات وفيات كثيرة لقلة الإجراءات الوقائية وبعد المسافة لتلقي العلاج في الوقت المناسب. وتنتشر هذه العقارب في أكوام الحجارة والأنقاض ومخلفات البناء، إلى جانب انعدام الإنارة العمومية وكذا افتقار قاعات العلاج والعيادات في البلديات الصغيرة للمناوبة الليلية، كون أغلب لسعات العقارب، حسب الإحصائيات الطبية، تسجل بعد الساعة العاشرة ليلا، حيث يحتار أهل المصاب في الجهة القريبة للعلاج، وفي من له أدنى صلة بالقطاع الصحي عساهم أن يجدوا لديه المصل المضاد للتسمم العقربي، وكثيرا ما يستمر البحث عن طبيب أو ممرض بعض ساعات، ويكون السم قد سرى في جسم المصاب وتنتقل حالة المصاب من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية، وأحيانا إلى الدرجة الثالثة، وهي الموت المحقق. وتبقى تعاني هذه البلديات النائية في نقل المصاب على مسافة 130كلم مما يعرض المصاب لمضاعفات خطيرة. وأمام هذه الظروف يلجأ البدو الرحل وبعض سكان القرى الريفية لبدائل أخرى لعلاج لسعات العقارب السامة، مثل شق مكان الإصابة وإخراج السم منها قبل أن يسري في كامل الجسم، وشرب بعض الأعشاب البرية مثل "الدوقفت" ذي المذاق المر، ورش مكان الإصابة بغاز البوتان بحجة تجميد السم حتى لا يسري في كامل الجسم، واستعمال الحجرة السوداء، وشرب نوع من السمن العربي وغيره من الوسائل التقليدية التي لا يقرها الطب، لكنها أثبتت نجاعتها في شفاء المصاب، لكن العجيب في الأمر هو تأكيد البعض لجدوى الرقية للسم، ومنهم من أكد لنا أن بعض الرقاة أو "الطلبة"، كما يسمى محليا، استطاعوا تجميد السم.