أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة اليوم الثلاثاء، أن الجزائر تعمل على تجسيد دبلوماسية "جادة متمكنة وفعالة تصب في اطار ترقية المصلحة الوطنية وخدمتها". وقال السيد لعمامرة في كلمة له خلال الحفل الذي أقيم بمناسبة احياء يوم الدبلوماسية الجزائرية المصادف ل 8 أكتوبر من كل سنة, بأنه انطلاقا من مبادئ الدستور الذي نص على أن رئيس الجمهورية يحدد ويقرر السياسة الخارجية للأمة ويوجهها "سنعمل على تكريس دبلوماسية جادة, متمكنة, منسجمة وذات فعالية تعمل على ترقية المصالح الوطنية وحمايتها". وأضاف بأن الدبلوماسية الجزائرية "تندمج إندماجا كليا في نسيج الجالية الوطنية بالخارج التي تخدمها بإخلاص وتستقطب آمالها وهي واعية بظروفها وتقدر أهمية مساهمتها في التنمية الوطنية". واستطرد السيد لعمارة بأنه "في ظل تغيرات متسارعة و في عالم يتميز بتهديدات جديدة وشكوك كثيرة وأمام رهانات غير مسبوقة (...) فإن الدبلوماسية الجزائرية مطالبة بالتسلح بالخبرة والتوسع في المعارف والمهارات مع التجذر في القيم المرجعية لشعبنا". واغتنم السيد لعمامرة المناسبة ليذكر بأن الثامن أكتوبر 1962 (تاريخ انضمام الجزائر لمنظمة الاممالمتحدة) كان "شاهدا على العودة الناجحة والمظفرة للجزائر الى مسرح التاريخ المثقل بالتضحيات الجسام" مبرزا ان "الجزائر المستقلة اصبحت يومها دولة كاملة العضوية في منظمة الاممالمتحدة". واعتبر السيد لعمامرة ان ذلك التاريخ شكل "انتصارا للشعب الجزائري وطلائعه العسكرية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية مجتمعة في أعقاب ملحمة الكفاح التحرري واسترجاع سيادته وتدعيم استقلاله الوطني وتشييد البلاد". ولم يفوت الوزير هذه المناسبة ليترحم على كافة شهداء الجزائر المكافحة بمن فيهم "دبلوماسيو الثورة الشجعان" الذين يشكل التزامهم --كما قال-- "مصدر الهام للاجيال المتعاقبة". كما عبر السيد لعمامرة عن "عرفان الوطن" للدبلوماسيين الجزائريين بقنصلية غاو (شمال مالي) المحتجزين وكذا عائلاتهم وأصدقائهم الذين "يجسدون مبادئ الوطن وفضائله". من جهة أخرى تناول الوزير في كلمته أهم نجاحات الدبلوماسية الجزائرية ودورها في الدفاع عن قضايا الدول النامية ومطالبها المشروعة. وفي هذا الصدد ذكر السيد لعمامرة باللائحة التي تقدم بها وزير خارجية الجزائر آنذاك السيد عبد العزيز بوتفليقة لما ترأست الجزائر الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 للمطالبة بتعليق عضوية جنوب إفريقيا في الهيئة الأممية بسبب سياسة التمييز العنصري المنتهجة وقتها من قبل نظام بريتوريا. و قد تمت المصادقة على هذه اللائحة من طرف ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة الامر الذي اعتبر في نظر اغلب الملاحظين في تلك الفترة بمثابة "إنتصار كبير" للدبلوماسية الجزائرية.