* عرفت بلدية زريبة الوادي، الواقعة على بعد حوالي 80 كلم شرق عاصمة الولاية بسكرة في حدود الساعة السادسة وعشر دقائق من مساء أول أمس، موجة غضب عارمة حوّلها عشرات من الشباب الثائر في غضون ثلاث ساعات إلى ساحة لأعمال الشغب، إذ طالت أيادي التخريب أغلب المؤسسات العمومية وإداراتها، حيث تعرض مقري البلدية والدائرة إلى الحرق والتكسير، فضلا عن مسكن رئيس الدائرة الذي تحول أيضا إلى أكوام من الأجهزة والأثاث المحطم، إلى جانب حرق سيارتين، إحداهما ملك لرئيس الدائرة وأخرى عمومية. كما تعرضت أجهزة الإعلام الآلي بمقر البلدية إلى الإتلاف والرمي، بالإضافة إلى عدد من الأحياء التي تم غلقها وتكسير أعمدة الإنارة وباقي اللافتات الموجودة بها. كما أقدم المحتجون على قطع الطريق الرئيسي الذي يمر بالبلدية وسط أوضاع مشحونة عصفت بهدوئها، عقب تطور الحركة الاحتجاجية عقب وقوع حادث مرور بمدخل المدينة والذي راح ضحيته شاب في 24 سنة من عمره إثر دهسه من قبل شاحنة لما كان على متن دراجة نارية. * من جهتها مصالح الأمن والدرك وفور تلقيها البلاغ، تدخلت بفرقة مختصة في مكافحة الشغب لتهدئة الأوضاع وحماية الممتلكات، ما اضطرها في مراحل متتالية إلى تطويق الشوارع والممرات واستخدام القنابل المسيلة للدموع وشن حملة توقيفات طالت ما لا يقل عن 10 أشخاص يشتبه في تورطهم في أعمال التخريب. بينما تم تسجيل عدد من الجرحى وسط المحتجين الذين ثارت ثائرتهم وسط إشاعات روجت إطلاق رئيس الدائرة المغضوب عليه لعيارات نارية في السماء لإبعاد المتدفقين على مسكنه الوظيفي رغم أن جهات أمنية نفت الخبر. من جانب آخر، أكد المواطنون أن موجة الغضب لم تكن حدثا معزولا، بل جاءت بسبب سياسات السلطات المحلية بالدائرة والبلدية - بحسبهم دائما - وأن حادث السير ومقتل الشاب لم يكن سوى قطرة أفاضت الكأس. وقد سجل هدوء تام خلال الساعات الأولى من نهار أمس وسط ترقب كبير وتعزيزات أمنية غير عادية.