المسيرة كانت على امتداد 8 كيلومترات وشارك فيها قرابة 800 شرطي سلال لم يستقبل المحتجين.. وزوخ خرج من قصر الحكومة لمحاورة المحتجين لكنهم رفضوا الحديث معه قرابة 80 شرطيا التحقوا بالمحتجين في العاصمة قادمين من البليدة خرج، أمس، قرابة 800 شرطي من أعوان حفظ الأمن في مسيرة ببعض شوارع العاصمة، احتجاجا على الأوضاع التي يعيشونها وتضامنا مع زملائهم المعتصمين في ولاية غرداية. وسار عناصر الشرطة المحتجين بالعاصمة لمسافة قاربت 8 كيلومترات مشيا على الأقدام، بداية من مقر قيادة الوحدات الجمهورية للأمن بالحميز وصولا إلى قصر الحكومة، مرورا بالطريق السريع على الكورنيش الشمالي للعاصمة، وبعد الوصول إلى قصر الحكومة، فضلت مجموعات كبيرة من أعوان الشرطة الانسحاب، حيث جرى الاتفاق على بقاء نحو 250 شرطي، اعتصموا أمام مقر الحكومة.وقد انطلقت المسيرة السلمية التي قام بها أعوان حفظ الأمن، في حدود الساعة منتصف النهار، قبل أن يصلوا في غضون الساعة الثالثة زوالا إلى قصر الحكومة. وفي تلك الأثناء تواترت أنباء عن انطلاق مجموعة أخرى من أفراد الشرطة من مدينة البليدة، للالتحاق بزملائهم المحتجين في العاصمة. وبالفعل فقد وصلت مجموعة المحتجين الثانية في وقت لاحق بعدما استعانوا برحلات القطار.وقد جرت مسيرة أفراد الشرطة المحتجين في ظروف سلمية، ساد فيها الهدوء وتميزت بالنظام والانضباط، حيث شوهد المحتجون كيف كانوا حريصين على الانقسام إلى مجموعات صغيرة تتشكل في الغالب بين 25 و30 شخصا، وبينهم راحت سيارة خدمة تابعة للشرطة تحاول تيْسير حركة المرور.وبعد وصول قوافل المحتجين تباعا إلى قصر الحكومة، شوهد والي العاصمة، عبد القادر زوخ، وهو يخرج من مقر الحكومة، متجها نحو أفراد الشرطة، غير أنهم رفضوا الحديث إليه والتحاور معه. وقد أعاد الوالي المحاولة للمرة الثانية غير أنه عاد أدراجه خائبا، بعدما فضّل المحتجون مقاطعة الحديث معه وترديد نشيد «يا بلادي يا بلادي»، في إشارة إلى تمسك أفراد الشرطة المحتجين بشرطهم المتمثل في حضور وزير الداخلية الطيب بلعيز شخصيا.غير أنه بمرور الوقت، رفع المحتجون من سقف مطالبهم، حيث طالبوا بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال، ليطرحوا عليه لائحة مطلبية تتكون من 25 مطلبا رفضوا تقديمها للصحافة، من بينها تأسيس نقابة مستقلة ومنحهم كل الحقوق للدفاع عن أنفسهم عند مواجهة الشغب.وفي آخر التطورات، علمت «النهار» أن أفراد الشرطة المحتجين، قد تزايد في الساعات الأخيرة من النهار، حيث التحقت أفواج ومجموعات أخرى من أعوان الشرطة، ليتقرر تمديد الاعتصام أمام مقر الحكومة إلى وقت لاحق، وجعل حركتهم الاحتجاجية مفتوحة الأمد، حيث قرّروا المبيت بمدخل قصر الحكومة والاعتصام هناك إلى غاية حضور سلال.