* أحيا سكان مدينة غرداية عيد الأضحى المبارك وذاكرتهم لم تفقد صور الفيضانات التي ألمت بهم صبيحة عيد الفطر الماضي، حيث تكرر الحديث بين المواطنين عن تلك الكارثة ومخلفاتها. ورغم المآسي التي نجمت عنها من وفيات وتشرد عائلات فإن سمة التفاؤل طبعت نفوس السكان في هذا العيد لإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي، ووجد الأطفال فرصتهم للاحتفال هذه المرة بعيدهم وتعويض ما فاتهم في العيد السابق بارتداء ملابس جديدة وزيارة الأهل والأقارب في أجواء بهيجة. * المنكوبون المقيمون بمراكز الإيواء أو لدى أقارب سعوا من جانبهم إلى محاولة نسيان آثار الكارثة بإضفاء أجواء من الفرحة في احتفالاتهم بعيد الأضحى المبارك، وقد اكتملت البهجة لدى بعض العائلات دون الأخرى حيث تحصلت 22 عائلة، فقدت ذويها خلال الفيضانات الأخيرة، على أضاحي العيد زوّدهم بها مجلس أعيان غرداية كلفتة تضامنية منه مع ضحايا الكارثة. وأوضح رئيس لجنة المالية لدى مجلس الأعيان ل"النهار" أن هذه الهبة خصصت للعائلات التي فقدت أحد أفرادها أو أكثر من أولياء أو أبناء، وهذا لمواساتهم في محنتهم وتوفير الأجواء المناسبة للاحتفال بالعيد كغيرهم من المواطنين. * من جهة أخرى انتشرت صبيحة العيد أخبار عن استفادة جميع منكوبي غرداية من أضاحي تبرّعت بها هيئة خيرية، اتصلنا ببعض المنكوبين في بعض المراكز للتأكد من الخبر ونفوا لنا نفيا قاطعا حصولهم على أيّ إعانة من هذا القبيل بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وكل ما في الأمر أنهم تحصلوا على أضحية واحدة على مستوى كل مركز من قبل هيئة محلية وتم تقسيمها بين كل المنكوبين على مستوى كل مركز. * تقربت "النهار" من بعض المصادر علمت أنه تم فعلا إرسال هبة تتكون من 152 كبشا تبرعت بها جمعية إنسانية خيرية بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث بالعاصمة (فورام)، وتم تكليف مجلس عشائر غرداية وبعض جمعيات الأحياء بتوزيعها، لكن وصول هذه الهبة إلى غرداية بيوم واحد قبل عيد الأضحى لم يمكن أصحاب المبادرة من إيصال المعونات إلى أصحابها بسرعة، نظرا لصعوبة تنظيم العملية وارتفاع عدد العائلات المنكوبة وتواجدها في عدة مراكز إيواء وأحياء مختلفة. لكن المساعي، حسب محدثينا، جارية الآن على قدم وساق لإيصال الأضاحي إلى المنكوبين وتوزيع لحومها عليهم على الأقل قبل انقضاء أيام العيد. * وفي حديثهم ل"النهار"، يوم أمس، تأسف المنكوبون عن غياب السلطات المحلية وعدم قيامهم بأيّ مبادرة من شأنها تخفيف وطأتهم يوم العيد، فيما استحسنوا مبادرة خيرين قاموا بتوزيع ملابس وأحذية على عدد من الأطفال المنكوبين. * ع. رمضان *