تاج الدين للقاضي: خلادي لم يدخل مقر الدياراس ليعرف ماذا تعرض له شاني عندهم استأنفت، أمس، محكمة الجنايات بالعاصمة محاكمة الطريق السيار شرق غرب في يومها الرابع، وبدأت الجلسة بالاستماع للمتّهم تاج الدّين عدّو وشركات أجنبية، حيث اعتّرف المتّهم بأنّ الوزير عمار غول منح صفقة بمشروع الطريق السيار لشركة «أس أم أي» في لحظة غضب، وأمضت العقد نائبة الرئيس المدير العام للشركة المغربية اليهودية «لاروش». القاضي: كيف التقيت بخلادي؟ تاج الدّين: خلادي اتّصل بي والتقينا في مقهى بدالي ابراهيم، كنا نلتقي فيه يوميا، وكان يسألني حول مجال الصيد، وفي نهاية 2007 حدثني بخصوص الشركة الأجنبية التي كنت أمثّلها وسألني إن كانت تنشط في الجزائر أم لا. ما علاقتك بغول؟ تعرفت عليه بواسطة شقيقي الذّي كان صديقا للشيخ نحناح، وتمّ دعوة غول إلى عرس للعائلة، لكن منذ 1995 أو 1996 لم نلتق وفي 2002 التقينا رفقة آخرين في مطعم بحيدرة، وبحكم منصبه كوزير كنت أخجل من الاتّصال به إلا في مناسبات الأعياد، وليس لي علاقة عمل معه بل تجمعنا علاقة احترام. كيف كانت علاقتك معه لما ترأس قطاع الصيد البحري؟ في 2001 سمعت أنّ الحكومة ستشجّع المستثمرين في القطاع، وأقدمت على إيداع ملفي بالمديرية الجهوية لتلمسان، وبعد أن أعيد الملّف مرتين أعدت تقديمه وتمّ قبوله وبدأت في الاستثمار بالقطاع، لا أعرف غول ولم يتدخل لمساعدتي، ولما قدم الوزير إسماعيل ميمون إلى بني صاف قدّ لي شهادة شرفية عن المشروع، واقترح علي مشروع تربية الأسماك. وما علاقة خلادي بدراسة الملفات؟ سمعت أنه كان مديرا للاستثمار في عهد غول، وكان غول بمثابة «عزرائيل» الوزارة، وكانت أول مرّة ألتقي فيها به حين منحني الموافقة على مشروعي، والتقيته بعد نحو سنتين لمرتين، وحينها أخبرني أنه يريد خلق مكتب دراسات خاص، واقترح علي مساعدته وبعدها لم أر غول إلى غاية 2006، وأضاف، كنت أرى غول دائم التردّد على مقهى «تازروت» بدالي إبراهيم رفقة جماعة من الإدارة، وكنت أراه بين أربع وخمس مرات في الأسبوع بذات المقهى. وكيف قدّمت لهم الشركة الكندية «أس أم أي»؟ لمّا سألني غول عن نشاطي قلت له إنني أمثل الشركة الكندية، وكان حينها جد قلق، وأخبرني أنّه بوهران ويعيش حالة قلق لأنّ الصينيين لم ينطلقوا في المشروع بعد. ولما تقدمت بالعرض للشركة الكندية هل وافقت مباشرة؟ اتّصلت بنائبة الرئيس المدير العام، السيدة «لاروش» وهي مغربية يهودية، وأبلغتها أنّنا نواجه مشكل مع الفرنسيين ونحتاج إليهم، فقالت لي نبقى على اتّصال، وهي من أمضت على العقد بنفسها. وطلب قاضي التحقيق مني العقد مع الشركة الكندية لإطلاق سراحي، فدخلت عائلتي في اتصال برجل أعمال مغربي لجلب نسخة من العقد، وبالفعل تسلمنا العقد بالمطار، وبعد أيام استدعاني قاضي التحقيق ولما اطّلعت على الملف رأيت اسم شخص أمضى العقد لم أسمع به من قبل، رغم أنّني أمضيت العقد مع «لاروش»، فنسبت لي تهمة التّزوير. لماذا زوّرت؟ لم أغادر السجن وإلا كنت سأعرف من ذلك الشخص الذي وقّع. ما قيمة العقد؟ 500 ألف دولار ما علاقتك بغزالي محمد رفيق؟ هو شقيق هذا الوزير فقد درس معي، ولم أره منذ 30 سنة، التقيته بدالي ابراهيم وكان مدير شركة للسكن بالبليدة، اتّصلت بالوزير لأقترح عليه غزالي، وبعد شهرين اتّصل به ومنحه منصبا في الوزارة، وبعد 5 سنوات منحه منصب مدير شركة. ما علاقتك بشركة «كوبا»؟ أنا ما قمت به هو أنّني اتّصلت بكارلوس من شركة «كوبا» وأبلغته بفوزها بالصفقة. كم قدّموا لك؟ لم يعطوا لي مقابلا، قمنا بعقد واتفقنا على أخذ 2 من المائة كمقدم للعقد لعدم تعاقدهم مع شركتي. أين حولوا لك المبلغ؟ في بنك «أش أس بي سي» السويسري. اقترحت على الوزير العمل مع شركة «أس أن سي لافالان»، كيف تعرفها؟ أنا رجل أعمال، التقيتهم وكانوا يودّون القيام بمشروع يتكفلون فيه بالدراسة والإنجاز، وخلال زيارتي للوزير أبلغته باهتمام الشركة، وأكد لي أن الصفقة التي سيطلقها ستكون فيها صفقة الإنجاز والدراسة كل على حدا. بعد ذلك اقترحت شركة «إيجيس»؟ أبدا لم أقترحها فهي شركة سيئة السمعة لدى «الدياراس»، وأقول إنّني عذّبت 19 يوما عند الدياراس، لقد اختطفوني، وقام خلادي بنصب الفخ لي لما اتّصل بي للقائه بمقهى دالي إبراهيم، قبل أن يستدرجني إلى الحظيرة، وهناك اعتقلوني. في تصريحاتك قلت إنّك اقترحت على الوزير «إيجيس» ولم يوافق عليها ثم اقترحها عليه أبو جرّة سلطاني فوافق عليها؟ لم أقل اقترحتها أنا، اقترحت على الوزير «أس أن سي لافالان» فقط. القاضي: خلادي قال إنّ شاني لم يعذّب؟ لأنّ خلادي لم يدخل عندهم. ماذا تقول حول تصريح خلادي حول الفساد وأنّ «صاشا» سدّد له تكاليف السفر؟ أيّ مصلحة لي، أنا الذي قدمت له «صاشا». من هو «صاشا»؟ هو بوسعيد نصر الدّين رجل أعمال عرفته في 1999، وأبلغت «صاشا» حول الوضع الصحي لابنة أخي التي كانت تشكو تأخرا في النمو، وأراد مساعدتي بنقلها للعلاج في الخارج، لكن بعد رفض والدتها غيابها لسنتين أو ثلاث، اقترحت على خلادي أن يعالج ابنه بدل ابنة أخي. خلادي يقول إن «صاشا» سدّد له تكلفة تأشيرة السفر نحو الصين؟ لا أعرف عن موضوع السفر شيئا، لم يبلغنِي به لا هو ولا «صاشا». كيف تعرفت على شاني؟ تعرفت عليه في سركاجي بالقاعة الثامنة. ما علاقتك بغلاب بلخير؟ ليس لي علاقة، التقيته في المطار المؤدي من باريس إلى جنيف، فأبلغني عن اهتمامه بمشروع للسكة الحديدية. ألم يحدّثك حول مشاكل الشركة الصينية؟ ليس لي علاقة معه. ألم تمنح شيئا لغزالي؟ أنا لست رجل رشوة. النيابة: حوّلت مبلغا ماليا ل«صاشا»! تاج الدين: دخلت لصائغ بباريس لشراء ساعات لي ولزوجتي، ولأنني لم أستطع تسديد 6 آلاف أورو ببطاقتي «ماستر كارد»، ولأنّ «صاشا» يعرف الصائغ سدّد المبلغ، وقمت بإرجاعه له فيما بعد. النيابة: هناك شاهد يدعى مرابط صرح أنه يعرف شركة «أس أم إي» وهو من تكفل بالاتصال بها، وتبين أيضا أنّك حوّلت مبلغا في حساب مرابط، فما علاقتك بالأخير؟ اتّصلت ب«لاروش» وقالت إن مرابط بحاجة ل30 ألف دولار، لأنه اشترى مسكنا بالمغرب ولا يستطيع تسديد المبلغ، فطلبت مني خدمة شخصية، فقمت بتحويله لها. ما علاقتك بعدو سيد أحمد؟ منذ 30 أوت 2003 لم أره أي منذ وفاة والده، كان يملك بطاقة المجلس الشعبي الوطني، وطلبت منه أن يقدّم لي واحدة شبيهة لتفادي المراقبة في المطار. النيابة العامة: أين حوّلت لك الأموال «أس أم أي»؟ الشركة الكندية كانت تحول لي الأموال في حساب شركتي المسماة «ميرلان»، أمّا شركتي «ميرباتو» فهي متعاقدة مع شركة «كوبا». خلادي صرّح أنّه وضع فخا لشاني للمجيء إلى الجزائر وأنت اتّصلت به وأخبرته؟ خلادي عقيد «دياراس». خلادي «يتدخل»: اتّصلت بتاج الدّين وقلت له أن يأتي ليتفاوض حول أتعابه، وهو أسرع في الاتّصال بشاني وقال له تعالى لتأخذ حصّتك. النيابة: مبلغ 186 ألف أورو الذي حوّل لك إلى بنك «أش أس بي سي» هل هو مبلغ الاتفاقية؟ هو على أساس مقدم العقد، وأنا الآن مجبر على إعادته لأنني لم أقدّم أي خدمة للشركة. القاضي: هناك تلميحات بأنّ «صاشا» كان له يد في التحضير للطريق السيار؟ في 2005 و2006 قرأت ذلك في الجرائد. لماذا اخترت «أش أس بي سي»؟ كان لها إشهار جيّد وتقنع بعروضها. القاضي يطلب من المترجم من البرتغالية أن يقدّم ممثل شركة «أس أم أي» ثم يسأله عن مقرها. ممثل شركة «أس أم أي»: مقر الشركة موجود بإيستونيا ولدينا مكتب تمثيلي في الجزائر. ما علاقتك بتاج الدين؟ ممثل شركة «أس أم أي»: لا أعرفه شخصيا. كممثل للشركة هل لكم علاقة معه؟ ممثل الشركة: لدينا علاقة مباشرة مع شركة «ميرلان» وتعاقدنا في 2008. تعاقدتم مع المؤسسة أو معه شخصيا؟ ممثل الشركة: الشركة كانت بحاجة إلى كوادر جزائرية للحصول على إعانة إدارية. لكن أنتم متهمون كشركة بتقديم رشوة عن طريق تاج الدين لأخذ الصفقة؟ ممثل الشركة: دفعنا مسبقا «لمارلون» مقابل إعانة إدارية ولا علاقة لنا بالرشوة. كيف أمضوا العقد؟ ممثل الشركة: كان الإمضاء من طرف واحد. هل قدّموا فواتير لتبرير تحويل الأموال للبنك؟ ممثل الشركة: نعم. النيابة العامة: كيف قدمتم الأموال لتاج الدين في أوّل لقاء؟ ممثل الشركة: هذا يمثل حسن نية من الشركة، والتجربة علمتنا صعوبة الحصول على الإمضاء الثاني، لهذا تم الدفع مسبقا، وحسب رأينا أرسلنا إمضاء واحد لأنّ التعاقد لم يكن استشارة بل مراقبة معينة فقط.