تمكنت قوات الأمن مساء الأربعاء الفارط، من نصب كمين محكم للإرهابي بن تيطراوي عمر المكنى"يحي أبو خثيمة" أمير كتيبة الفتح بحي عليليقية بمدينة بومرداس، وإفشال مخططه الذي كان يرمي إلى استهداف أحد المراكز الأمنية بدائرة بومرداس بواسطة عملية انتحارية . وحسب مصادر موثوقة تحدثت ل "النهار" فإن قوات الأمن كانت تراقب هذا الإرهابي منذ مدة على خلفية التنسيق مع أمير كتيبة الأنصار "بن تواتي علي" المكنى "أمين" الذي أفادت مصادر رسمية أنه سلم نفسه مؤخرا، حيث كان "يحي أبو خثيمة" بصفته أمير كتيبة الفتح النشطة بمناطق قورصو، بودواو وجزء من مدينة بومرداس يخطط لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف أحد المراكز الأمنية بدائرة بومرداس وينفذها أحد الإرهابيين من ولاية تيزي وزو لا يتعدى عمره 19 سنة، وقد تمكنت قوات الجيش بالتنسيق مع الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية للولاية ليلة الأربعاء الفارط من نصب كمين محكم لهذا الإرهابي بحي عليليقية في حدود الساعة التاسعة والنصف عندما كان داخل سيارته ، حيث حاول الفرار والدفاع عن نفسه بواسطة إطلاق النار من مسدسه عندما علم أنه محاصر من جميع الجهات لتتمكن مصالح الأمن من القضاء عليه بعد دقائق من الاشتباك الناري الذي خلق حالة من الفزع بين المواطنين، الذين فروا في اتجاهات متفرقة باعتبار أن الحي هو المركز التجاري للولاية ويشهد حركة مستمرة على مدار أيام الأسبوع، وقد تضاربت أسباب تواجده بالحي بين مصادر تؤكد تناوله العشاء بأحد محلات الدجاج المحمر واقتناءه لكمية معينة، و تشير مصادر إلى تسلمه لمبلغ مالي من طرف أحد الأشخاص.ولم تفد مصادرنا عن الأشياء أو الوثائق التي تكون قد استرجعتها من سيارته، وينحدر هذا الإرهابي من حي "حوش المبروك" ببلدية قورصو وهو من مواليد سنة 1977 كان يشتغل قبل التحاقه بالعمل المسلح مع عصابات نهب الرمال من شواطئ ووديان الولاية وبقي لسنوات واحد من الإرهابيين النشطين بصفة سرية بمنطقته بقورصو، وكذا كأهم عناصر الدعم والإسناد وأخطرها على الإطلاق، إلى غاية تاريخ 01 جويلية 2004 أين أقدم رفقة الإرهابي "ت.محمد" أمير كتيبة الفرقان الذي تم القضاء عليه شهر سبتمبر 2007 وإرهابي آخر على اقتياد أحد الأشخاص المدعو"ق.س" داخل سيارة من نوع بيجو504 بعد تنكرهم بزي مصالح الشرطة القضائية وحملهم لأسلحة من نوع الكلاشنكوف، إلا أن الضحية تمكن من الفرار وإنقاذ حياته بأعجوبة بعد أن دفع باب السيارة بقوة وفر هاربا بأحد أحياء قورصو ليخبر مصالح الأمن عن هوية الفاعلين ليصبح هذا الإرهابي منذ ذلك التاريخ ضمن قائمة المبحوث عنهم، وأفادت مصادرنا أن "يحي أبو خثيمة" كان جنديا عاديا عند التحاقه بصفوف سرية قورصو ثم تزعمها لسنوات ليتم بعدها ترقيته لإمارة كتيبة الفتح التي تم تفكيكها والقضاء عليها مؤخرا، خاصة بعد عملية القضاء على 5 من عناصرها بداية جانفي الفارط بمنطقة قدارة ثم القضاء على إرهابيين آخرين الأسبوع الفارط بمنطقة كوسيدار بقورصو. وكانت نفس الكتيبة وراء زرع قنبلة تقليدية الصنع وسط مدينة بومرداس لاستهداف عناصر الشرطة القضائية في 2006 ولحسن الحظ لم تسفر عن أية إصابات باستثناء الخسائر المادية التي لحقت بالمنازل المجاورة، إضافة إلى التخطيط وتنفيذ تفجيرات درڤانة والرغاية في 2006 رفقة أمير سرية الرغاية عبدي عبدي الذي تم القضاء عليه العام الفارط، وكذا اغتيال طباخ من عناصر الشرطة القضائية العام الفارط ببودواو. كما يعتبر نفس الإرهابي من الأمراء الذين تلقوا تكوينا وتربصا حول كيفية صنع الصواريخ الذي دعى إليه الأمير الوطني للتنظيم المسلح "مصعب عبد الودود"، يقضي بتكليف أمراء السرايا والكتائب بإجرائه بإحدى الورشات السرية بغابات تيزي وزو بهدف تفجير كل من مطار هواري بومدين الدولي وميناء الجزائر سنة 2007، إلا أن تسليم أحد التائبين نفسه من بكتيبة الفتح في نفس السنة جنب وقوع الكارثة بعد أن قامت قوات الجيش بقصف ورشة الصواريخ وتدمير عدد كبير منها. وكانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس قد أدانته في عدة دورات جنائية بأحكام تراوحت ما بين 20 سنة سجنا نافذا والسجن المؤبد، وكذا الإعدام لمتابعته بجنايات الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة والقتل ألعمدي مع سبق الإصرار والترصد وحمل سلاح ناري والوضع ألعمدي لمتفجرات بأماكن عمومية.