أطلقت الشرطة التركية، اليوم ، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في ميدان تقسيم الرئيسي باسطنبول، كانوا يتظاهرون احتجاجاً على العمليات الأمنية وحظر التجول في جنوب شرق تركيا، وطارد العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب، المحتجين في الشوارع الجانبية، ودفعوا المارة جانباً، فيما وقف متسوقون وسائحون في الشارع المزدحم يتابعون ما يحدث، واعتقل محتجان على الأقل، وبدأت المتاجر تغلق أبوابها.وأطلق الجيش التركي عملية كبيرة في جنوب شرق تركيا، الذي تقطنه أغلبية كردية، في إطار حملة قال الرئيس رجب طيب إردوغان إنها ستستمر إلى أن يجري تطهير المنطقة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وقالت مصادر أمنية، إن الاشتباكات المسلحة، التي استمرت اليوم الأحد، في جنوب شرق تركيا، أسفرت عن مقتل 110 من المقاتلين الأكراد، وتفجرت الاحتجاجات في اسطنبول وفي دياربكر، وتظاهر المئات معبرين عن معارضتهم للعمليات العسكرية، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لفض الجموع.وتركز معظم القتال في بلدتي الجزيرة وسيلوبي – قرب الحدود مع العراق وسوريا ، الخاضعتين لحظر التجول منذ نحو أسبوع، كما وقعت بعض المعارك العنيفة، في بلدتي نصيبين وضارغاتشيت في إقليم ماردين الحدودي، وفي حي سور التاريخي في ديار بكر، وعلى الرغم من القضاء على متشددي حزب العمال الكردستاني في المناطق الريفية فقد ركزوا هجماتهم خلال السنوات الأخيرة داخل بلدات ومدن بجنوب شرق البلاد، حيث حفروا الخنادق وأقاموا المتاريس بالشوارع لإبعاد قوات الأمن، وذكرت مصادر أمنية وسكان أن الاشتباكات ألحقت أضراراً بنحو 300 منزل بالجزيرة، وأنه توجد قذائف مورتر لم تنفجر داخل المباني، وقال مقيمون إن الكهرباء انقطعت عن عدة ضواح في سيلوبي بعد إلحاق الضرر بمحطات المحولات، فيما باتت مياه الشرب والإمدادات الغذائية شحيحة.وانهار وقف لإطلاق النار، دام عامين، بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، في جويلية الماضي، ما أدى إلى تعثر محادثات السلام بين الجانبين، وتجدد الصراع الذي يعاني منه جنوب شرق البلاد منذ ثلاثة عقود، والعمليات الأمنية الأخيرة التي تفيد تقارير اعلامية بانها تتم بالاستعانة بنحو عشرة آلاف فرد من الجيش والشرطة تدعمهم الدبابات هي الأضخم منذ انهيار الهدنة، وقصفت دبابات متمركزة حول تلال محيطة بمدينة الجزيرة أهدافاً لحزب العمال الكردستاني داخل المدينة، فيما اقتحم طابور عسكري يضم 30 مركبة مدرعة أحد الأحياء، وخرج المئات في اسطنبول وفي دياربكر ومدينة فان الشرقية الى الشوارع احتجاجاً على العمليات الأمنية وحظر التجول، وقال شهود إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والطلقات المطاطية لفض حشود كانت تهتف تحيا كردستان في ميدان تقسيم باسطنبول، واعتقل كثيرون في المدن الثلاث، وقالت المصادر الأمنية إن جندياً كان قد أصيب في اشتباكات في الجزيرة، أمس السبت، توفي متأثراً بجراحه، كما أن موظف بريد يعمل في شركة بريد حكومية لقي حتفه بعد أن هاجم المقاتلون الأكراد سيارته على طريق سريع في إقليم شرناق، وبدأ حزب العمال الكردستاني حملته عام 1984 وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، على أنه جماعة إرهابية.