نفى نجل الرئيس المدير العام لمجمع «سوناطراك» السابق محمد مزيان، المتهم رضا مزيان التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أنه لا ينفي أنه توسط لدى والده من أجل تمكين صديقه رئيس مجلس إدارة مجمع «كونتال فونكوارك» من تقديم عرض له بخصوص مشروع المراقبة البصرية الإلكترونية، حيث كانا للشركة نصيب من الصفقات التي أعلنتها «سونطراك» بشأنها، موضحا أنه كان بالفعل لا يتوانى في التوسط لدى والده تطبيقا للمثل القائل حسبه «الرجال بالرجال والرجال بالله»، حيث كان كثيرا ما يتوسط لدى والده من أجل توظيف الكثير من الأشخاص . القاضي: أنت متهم بالمشاركة في تكوين جماعة أشرار، إبرام صفقات مخالفة للتشريع، منح امتيازات غير مبررة، الرشوة، تبييض الأموال، استغلال النفوذ والمشاركة في تبديد أموال عمومية. المتهم: أنفي كل التهم، وأنا متفاجئ، لست موظفا، ولم أعمل أبدا في «سوناطراك»، ليس لي ما أقول، اسألني وأجيبك. القاضي: كيف تعرفت على آل إسماعيل، رئيس مجلس إدارة «كونتال فونكوارك»؟ المتهم: في 1992 في الثانوية بالبليدة القاضي: هو من عرض عليك الشراكة؟ المتهم: في نوفمبر 2003 اتصل بي شقيقي بشير فوزي، حيث كنت آنذاك انتقلت لفرنسا لإتمام دراستي، قال لي إن صديقي جعفر طلب رقم هاتفي، فقلت له أمنحه إياه. القاضي: هل كان لك اتصالات معه؟ المتهم: منذ 1996 رأيته مرة واحدة، بعد أسبوع اتصل بي والتقينا في مقهى بفرنسا، كان والدي محمد مزيان قد نصب حديثا في منصب الرئيس المدير العام ل«سوناطراك»، والتقينا مرة ثانية، وطلب مني الدخول للجزائر واقترح علي شراكة، واقترحت عليه شركة نقل ووافق ولم نلتق مجددا حتى أفريل 2004، وتحدثنا عن الشركة وكان شقيقي حاضرا، وأن تضم الشركة 40 شاحنة، وأخبرني أنه يريد تقديم عرض ل«سوناطراك» لصالح شركة «تي في إي» الألمانية، والتقيت بوالدي في مطار «شارل ديغول» بباريس بعد أربعة أيام، وأخبرته عن طلب آل إسماعيل. القاضي: يعني عن طريق وساطتك وصل آل إسماعيل لوالدك؟ المتهم: نعم. القاضي: يعني اتفاقكم كان على شركة النقل؟ المتهم: الاتفاق الرئيسي الذي كان بيننا على شركة نقل، أنا شريك «هولدينغ» وشقيقي في «كونتال»، حتى جويلية 2005 لم يكن هناك أي شيء ملموس، وفي سبتمبر قررت رفقة أخي وآخرين تأسيس شركة خاصة بنا للنقل «أس آن تي سي» متخصصة في النقل بدأت نشاطها في 2007. القاضي: نعود لمحضر الشرطة القضائية، قلت في المحضر تنقلت إلى فرانكفورت رفقة مغاوي يزيد وصديقك آل إسماعيل للتفاوض للعمل مع الشركة الألمانية ؟ المتهم: ما قيل في محضر الشرطة القضائية خاطئ ورفضت توقيعه،وهددوني بالاعتداء على زوجتي أمامي إن لم أوقع على المحضر. القاضي: نعود لتصريحك حول سفرك لألمانيا؟ المتهم: ذهبنا في سفر للتنزه إلى بلجيكا ثم أمستردام، ثم قال لنا آل إسماعيل لدي عمل في ألمانيا، فذهبنا رفقته لأنها كانت فترة كأس العالم، ثم دخلنا باريس، ولم أر أبدا الألمان في 2006. القاضي: قلت في 2004 أبرمنا بروتوكول اتفاق مع الشركة الألمانية؟ المتهم: بخصوص البروتوكول حسابيا غير ممكن، بخصوص وساطتي عند والدي لم أقلها أبدا، حتى وإن كانت صحيحة لن أقولها، والسؤال لم يطرح علي، وأمضيت محضري 17 و19 ديسمبر تحت التهديد، وأكثر من ذلك لم أكن أعرف مجال نشاط آل إسماعيل أصلا، حتى لما أخبرني شقيقي بخصوص منحي 200 حصة لم أكن أعرف. القاضي: بخصوص مشروع المركب الصناعي للجنوب «سياس»؟ المتهم: في 2008 سمعت بوجود عقود استشارة لأول مرة، وهذا حسب ما سمعته عن آل إسماعيل. وقال لي الدراسة استغرقت سنة، والمشروع نفذ بعد سنة أي سنتين. القاضي: 2007 انسحب فوزي من «كونتال ألجيري» وانضممت كشريك ل «كونتال أي بي أ ألجيري»؟ المتهم: في أوت وقع له مشكل، وبعد نحو شهرين التقيت بآل إسماعيل رفقة شقيقي واكتشف افتتاحنا لشركة نقل، وطلب من فوزي إعادة ال 200 حصة، في ديسمبر اتصل بي آل إسماعيل، وقال إنه يريد إنشاء مجمع واقترح انضمامي، وكان شقيقي لا يزال شريكا في «كونتال»، وعليه أنشأنا «الهولدينغ» رفقة الهاشمي مغاوي ويزيد مغاوي وأشقاء آل إسماعيل وشركاء آخرين. القاضي: هل أخبرك آل إسماعيل حول نشاط «كونتال» في المراقبة البصرية والإلكترونية مع «سوناطراك»؟ المتهم: هي بالأساس شركة استيراد، ولم أعلم بوجود عقد إلا في 2008. القاضي: قلت لما سمعت بوجود عقود استشارة أنك طلبت أن يكون لك عقد؟ المتهم: نعم، ولم يخبرني كشريك معهم بها، وهذا أغضبني، خاصة أنه لم يقترح علي عقد استشارة بفرنسا، بحكم إقامتي بها ولي جنسية مزدوجة، وفي 2008 سألني فوزي إن كنت سمعت بعقود الاستشارة بناءً على ما قاله له آل إسماعيل، الأخير اتصل بي وقال لي سأشرح لك كل شيء بعد عودتي للجزائر، في 16 جوان 2008 اتصل بي وقال لي تعال إلى ألمانيا وأرسلوا لي تذكرة السفر من شركة «الهولدينغ»، وتنقلت عبر الخطوط الفرنسية، وجدت في المطعم ألمانيين ومغاوي يازيد وآل إسماعيل، وإلى اليوم لا أعرف لماذا استدعوني، إن كان لمنصب والدي علاقة، ورفضت الشركة الألمانية وأبلغتني بالقرار في المطعم. القاضي: قلت إنهم رفضوا بسبب أنك ابن المدير العام السابق ل«سوناطراك»؟ المتهم: ربما. القاضي: هل ترى أنه أمر عادي أن تفوز بعقد استشارة مع الشركة الألمانية، التي تحصلت على صفقة مع «سوناطراك» التي يعد والدك مديرا عاما لها؟ المتهم: نعم، خاصة أنني أنشط في الضفة الأخرى. القاضي: قلت إنكم لا تملكون أي عقار خارج الجزائر، وما تبين العكس؟ المتهم: أعيد لك السؤال كيف طرح علي، هل لكم أملاك في المغرب أو تونس. القاضي: «استئناف الجلسة في المساء». هناك عقد استشارة محرر باسمك، من حرره؟ المتهم: لا أعلم. القاضي: العقد الذي حرر باسم والدتك؟ المتهم: سمعت به في التحقيق، أصل العقد أنه جاءتني فكرة تأسيس شركة تكون الوالدة طرفا فيها. القاضي: ألم تتصل بوالدك لمساعدة صديقك لعرض منتوجه بحاسي مسعود؟ المتهم: حاسي مسعود لا، تدخلت مرتين مع والدي في إطار العمل مع «سوناطراك»، الأولى في عرض مع «تي في إي» في 28 نوفمبر 2004، الثانية تخص ديون القضية الثانية، ولم تطأ قدماي أبدا «سوناطراك»، الكثير من الأشخاص يطلبون العمل في «سوناطراك»، كنت أمسك ملفاتهم وأسلمهم لوالدي. لكن لم أتدخل مباشرة أو غير ذلك ولم أؤثر على والدي حتى يتساهل، صحيح أنني رتبت موعد 28 نوفمبر. القاضي: إذا لماذا طلبت العمل مع الألمان؟ المتهم: مثلما يقول المثل «الرجال بالرجال والرجال بالله»، وعليه بما أنني استطيع التدخل وأتوسط لآل إسماعيل، هو الآخر كان يعرف الألمان ومن الطبيعي أن يتوسط لي للعمل معهم. القاضي: هل كنت تعلم مصدر الأموال التي أقرضك آل إسماعيل إياها لشراء مسكن لوالدتك بباريس والمقدر ب650 ألف أورو؟ المتهم: لا. القاضي: مصدرها الشركة الألمانية؟ المتهم: عرفت لاحقا. القاضي: بنفس المبلغ تقريبا اشترى مسكنا بنفس المكان؟ المتهم: هذا أيضا سمعت به لاحقا. القاضي: فترة قصيرة فصلت بين تحويل الألمان للأموال بحسابه وبين تقديم المبلغ لك لشراء المسكن؟ المتهم: نعم، لكن لا أستطيع الإجابة عنه. القاضي: أليس مبلغ شراء المسكن لتعويض عقد الاستشارة المحرر باسم الوالدة بعد فشله؟ المتهم: هناك فرق بين قيمة العقد والمسكن. بعد الاعتراف بالدين، طلب مني في ديسمبر إعادة له المبلغ لأنه كان يعيش ضغطا لتأسيس شركته، فاتفقنا على تعويضه في قيمة الشركة الجديدة، ولما بعت له حصصي ال 460 في «الهولدينغ» مما أعطاه الحق في القرار، وعليه انسحبت من الشركة وسددت الدين مائة من المائة. القاضي: هل كان والدك يعلم بأن شقيقك فوزي شريك في «كونتال»؟ المتهم: لا. القاضي: ألستم عائلة واحدة حتى لا تتحدثون عن أمور تخصكم؟ المتهم:عرفت والدي لما دخلت الحبس فقط، لأنه يغادر المنزل في السادسة صباحا ويعود الثامنة مساءً، أنا كبرت بلا أب، ليس لنا علاقة بوالدنا كثيرا. القاضي: هل كان والدك على علم بقضية المسكن بباريس؟ المتهم: جعلتني والدتي أن أقسم بأن لا أذكر له موضوع المسكن، كان من الممكن أن يطلقها. القاضي: والدتك قالت إنها أخبرته وغضب عليها؟ المتهم: قرأت ذلك في محضر الشرطة القضائية لكن أظن أن الأمر غير ذلك، لأن والدي لا يحب الديون، لأنه أمر يتعلق بالرفاهية وليس أساسي. القاضي: فيلا بئر خادم هي محل حجز الآن، صحيح اشتريت في 2009؟ المتهم: 65 مليون دينار اشتريت فيلا حي الزيتون ببئر خادم، وهي باسم الوالد، واقترضت المبلغ من صهري. ملاحظة سيدي القاضي إذا سمحت، بخصوص 10 آلاف أورو للوالد بباريس، المبلغ الأول أتعجب من أقواله، أنا من طلبت منه المبلغ، والوالد طلب مني أنا وليس شخص آخر. توقفنا سيدي عند العقارات... القاضي: اشتريت مسكنا بدالي إبراهيم ب33 مليون دينار، وكان إشهار العقد 2009، ما هو مصدر الأموال؟ واشتريت عقارا آخر شقة ببن عكنون ب12 مليون دينار؟ وبخصوص الحسابات البنكية؟ المتهم: شخصية وعملي، أما الشقة تعود لشقيقتي، ولدي ثلاثة حسابات. القاضي: هل لديك ما تقوله في الختام؟ المتهم: أنا مندهش، كشخص أبدا لم آخذ حق غيري، خاصة أموال الشعب، سيتقدم الشهود، وإذا صرح أحدهم أنني اتصلت به أو حتى لمحت له، ها هو رأسي للمحكمة وأنا لست شريرا، والغريب استغلال النفوذ وأنا لست موظفا في «سوناطراك»، أنا حائر وخائف، هذه «حڤرة» وظلم.