اختيار جمال معافة لإدارة قناة خاصة مغامرة.. ولا أمانع استضافة شكيب خليل منحت 20 سنة كاملة من عمرها للتلفزيون الجزائري، تتميز بجرأة قوية وتحاول دائما تقديم الأفضل، تحكمها في المواضيع الاقتصادية أهّلها لتكون مسؤولة القسم الإقتصادي في التلفزيون، هي مقدّمة ومعدّة برنامج «الحوار الإقتصادي» وردة عوفي . بداية، هل يمكن لنا أن نعرف كيف التحقت بالتلفزيون الجزائري؟ لقد كنت من المولعين بالإعلام منذ الصغر، درست الإعلام في كلية الإعلام والاتصال، والتحقت بمؤسسة التلفزيون الجزائري في السنة الرابعة من دراستي. هل كان دخولك إلى التلفزيون عن طريق وساطة أم مسابقة؟ الإثنان معا، هناك أناس توسطوا لي للولوج إلى التلفزيون الجزائري، وفي التلفزيون ساعدتني كثيرا الإعلامية «صورية بوعمامة» التي كان لها الفضل في التحاقي بالتلفزيون الجزائري، وبعدها اجتزت مسابقة ونجحت فيها، والتحقت رسميا بقسم التحرير، حيث كنت أقدّم المختصرات الدولية في نشرة الثامنة، وأعلّق على أخبار النشرة الأخيرة. التحقت بمؤسسة التلفزيون في فترة عصيبة، هل كان عملك في الليل سهلا؟ نعم، لقد التحقت بالتلفزيون الجزائري في عزّ الأزمة الأمنية، لكن الحمد لله، استطعت التوفيق بالرغم من الصعوبات والخوف الذي كان ينتابنا في تلك الفترة، حيث كنا نسمع في كل وقت عن وفاة أحد الزملاء، فضلا عن المجازر التي كانت تحدث. قلت إنك علّقت على أخبار النشرة الأخيرة، إذن لم تظهرِ على شاشة التلفزيون؟ النشرة الأخيرة في تلك الفترة لم يكن فيها المقدمون يظهرون على الشاشة، وكانت تركز على المختصرات فقط، لكنني بعد ذلك ظهرت في تقديم نشرة الأخبار الاقتصادية التي كانت تابعة لنشرة الثامنة. إذن أول ظهور لك كان في نشرة الثامنة؟ أتذكر أن مقدّمة النشرة الرئيسية آنذاك كانت زهية بن عروس، وقدّمتني للجمهور وقالت:«تقديم النشرة الإقتصادية من طرف الوجه التلفزيوني الجديد»، وكان شرفا كبيرا لي أن قدّمت من طرف قامة في التلفزيون الجزائري الإعلامية زهية بن عروس. وبعد إلغاء النشرة الإقتصادية في نشرة الثامنة ماذا عملت؟ لقد عدت إلى قسم «الريبورتاج» لأنني أحب العمل الميداني كثيرا، لأقدّم بعدها النشرة الأخيرة ونشرة السابعة ونشرة الواحدة زوالا. إذن لم تقدمِ نشرة الثامنة في مسيرتك المهنية؟ لم أقدّم هذه النشرة أبدا، بل كما قلت لك كنت أقدّم النشرة الإقتصادية، وبعدها انتقلت إلى التنشيط، وقمت بتنشيط حصة مع زميلي جمال معافة، واليوم أنا أقدّم برنامج «الحوار الاقتصادي» الذي يبث كل يوم ثلاثاء. قلت إنك كنت تقدّمين النشرة الاقتصادية واليوم تنشّطين برنامجا اقتصاديا، لماذا هذا التوجه؟ هذا التوجه واهتمامي بالاقتصاد جاء فجأة، فبعد نجاحي في مسابقة التقديم، اقترح عليّ المسؤولون تقديم النشرة الإقتصادية وواصلت في هذا الإتجاه. عملت مع جمال معافة الذي يشغل الآن منصب مدير قناة «دزاير نيوز»، لماذا لم تختاري نفس التوجه؟ مغادرة جمال معافة للتلفزيون الجزائري هو اختيار شخصي، وأنا أعتبره مغامرة، لأن القنوات الخاصة في الجزائر لا تزال تعمل في حالة غموض، ومعالمها لم تتضح بعد، وأنا حاليا مستقرة في التلفزيون الجزائري، وأعتبر أن الاستقرار موجود فقط في التلفزيون، لكن في نفس الوقت أشجّع هذه القنوات. ألا ترين أن القنوات الخاصة استطاعت أن تحوّل المشاهدين الذين كانوا يتابعون الأخبار في التلفزيون الجزائري؟ هناك برامج استطاعت أن تحوّل المشاهدين، لأن الحرية في القنوات الخاصة كبيرة، وفي حال كان هناك خطأ أو نقل معلومة خاطئة، فهذا أمر عادي، لكن في التلفزيون الجزائري الخطأ غير مسموح به. هل لك جانب من الحرية في برنامجك؟ لديّ حرية مطلقة، فأنا من يختار المواضيع ويقترح الضيوف، كما أن العديد من الشخصيات التي حضرت برنامجي أصبحوا اليوم مسؤولين، على غرار وزير المالية الحالي الذي حضر برنامجي وبعد يومين تمّ تعيينه كوزير. قلت إن لديك حرية مطلقة، لماذا لم تستضيفي شكيب خليل في برنامجك؟ شكيب خليل شخصية هامة ومحلل اقتصادي، وأنا أدعوه من هذا المنبر إلى المشاركة في برنامجي، ولا يوجد عندي أي مشكل في الحديث معه أو اللجوء إليه في تحليل المواضيع التي تتعلق بالاقتصاد والطاقة. أنت عضو اللجنة المركزية في «الأفلان»، هل هذا صحيح؟ لقد تمّ تشريفي بهذا المنصب مؤخرا، والصحافي إنسان يحتك من خلال عمله اليومي بالعديد من السياسيين، وهذا الأمر ساعدني للتخندق داخل أعرق حزب في الجزائر. لماذا حزب «الأفلان»؟ لأنني لا أرى أيّ حزب في الجزائر غير «الأفلان».