لا بد من تأطير الفتوى بالجزائر والقنوات الخاصة في حاجة إلى ذلك كشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ووزير الشؤون الدينية السابق بوعبد الله غلام الله، عن ظهور من أسماهم بطوائف دينية وإيديولوجية تدعوا للتشيع وأخرى لاتباع الطائفة الأحمدية، فضلا عن السلفية التي قال بأنها منهج دخيل على الجزائر، ينتقد معتقداتنا الدينية التي كانت متوارثة حتى قبل مجيء العثمانيين للجزائر . كما أبرز غلام الله، لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية قائلا «إن الجزائر كانت على مذهب واحد حتى جاء العثمانيون في القرن 17 و18، حيث جاؤوا بالمذهب الحنفي الذي كان يتعايش مع المذهب المالكي واتحدوا في بعض الأمور، لكن بعد الاستقلال ظهرت السلفية بهدف نقد المعتقدات الدينية التي كانت عليها الجزائر متفقة مع الأحناف، مما فتح المجال لدخول إيديولوجيات دينية أخرى». وأضاف بأن ظهور السلفية كان بارزا في مطلع السبعينيات والثمانينيات، ولو أغلق الباب في هذه الفترة، لكانت الجزائر اليوم في منأى عن هذه الأيديولوجيات والطوائف، ولما ظهرت عندنا مرجعيات ومذاهب غير تلك التي شاركت في الثورة، ولكننا في منأى عن تكفير الجزائريين بعضهم البعض حسبه، مضيفا أن دور المجلس هو الحفاظ على وحدة الجزائر الدينية والتصدي إلى هذه المجموعات التي تشوه الفكر الإسلامي. وأكد رئيس المجلس الإسلامي على ضرورة توحيد الإسلام في الجزائر من ناحية الإفتاء في المسائل الدينية والرؤى الفقهية، كما أكد على ضرورة اجتناب الأمور التي تسيء إلى المقومات الأساسية من خلال ربط المسائل السياسية والاقتصادية بالدينية. وأضاف ذات المتحدث، أن المجلس الأعلى له دور كبير في توحيد مسألة الإفتاء في الجزائر، بحكم أن الإسلام في الجزائر هو دين الدولة والمادة الثانية من الدستور، مؤكدا أن الإفتاء في المسائل الفقهية يجب أن يسير على المنهج واحد متفق عليه. أما بخصوص استضافة القنوات الخاصة لأساتذة، على أساس أنهم مفتون، فقال إن ذلك أمر لابد من تأطيره، مؤكدا أن المجلس الإسلامي الأعلى سيعمل على توضيح رؤية الإفتاء في المسائل الدينية التي تُبث على القنوات الخاصة. ومن جهة أخرى، أكد الوزير السابق للشؤون الدينية، على ضرورة توعية المواطنين بتربية أبنائهم على مبدأ ديني صحيح، من خلال إشراك المعلمين والأساتذة والمثقفين بصفة عامة لحماية الأجيال من العدوان الإيديولوجي، مشيرا إلى أن المجلس الإسلامي يتناقش مع وزارة التربية الوطنية، في تقويم المناهج المعتمدة في دراسة التربية الإسلامية، بهدف ضمان وحدة الدين وتوحيد أفكار الأجيال الصاعدة.