التنظيم الإجرامي يراهن على العمليات الانتحارية لسهولة تنفيذها قدرت مصادر أمنية عدد المركبات التي تم الاستيلاء عليها من طرف الجماعات الإرهابية بحوالي 13 مركبة الجيش يحاصر ورشات صناعة السيارات المفخخة بمنطقة القبائل نائلة.ب أقدمت قيادة الجيش قبل يومين على نقل عدد من أفرادها المتمركزين في وقت سابق في عدة مناطق بولاية المدية إلى منطقة القبائل تحسبا لعملية تمشيط واسعة لمعاقل الإرهاب ، و أفاد مصدر أمني مسؤول ل"النهار" أن العمليات ستشمل حصار المخابئ الرئيسية لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي حولت تسميتها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وأيضا ورشات صنع المتفجرات و مراكز التدريب إضافة إلى نشر العديد من العناصر في بعض المناطق الجبلية التي تحولت إلى منطقة عبور أتباع درودكال خاصة في ظل اكتشاف مخابئ حديثة بضواحي بني يني يرجح أن الإرهابيين زحفوا إليها فارين من القصف الذي استهدف معاقل الإرهاب في الأسابيع الأخيرة. وتكون قوات الجيش بحسب المعطيات المتوفرة لدى"النهار" تتوفر على معلومات بشأن خريطة تحركات الإرهابيين مما دفعها لنشر أفرادها وفق خريطة مدروسة لمحاصرة جميع المنافذ و المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي بهذه المنطقة التي تعد منطقة نشاطه و ذلك بناء على إرهابيين تم توقيفهم مؤخرا على صلة بالتفجيرات الانتحارية و لازالوا يخضعون للتحقيق في سرية كبيرة. وتأتي هذه الإجراءات أيضا تنفيذا لتعليمات سابقة لقائد الناحية العسكرية الأولى الذي كان قد قام بزيارة إلى ولاية تيزي وزو لمعاينة المخطط الأمني هناك وعقد اجتماعا مع مسؤولي أجهزة الأمن لمواجهة تطورات الوضع الأمني في المنطقة التي تعاني من ضعف التغطية الأمنية خاصة في المناطق الجبلية، ولوحظ تكثيف الحواجز الأمنية المتنقلة أغلبها تابع للجيش و الفرق المتنقلة التابعة للشرطة القضائية على محور عين الحمام، بوغني ، إيعكوران و أيضا الثابثة في المداخل الرئيسية مع تكثيف الدوريات المتنقلة في المناطق المشبوهة.وذلك على مستوى العاصمة وولاية بومرداس فقط منذ التفجيرين الانتحاريين بحيدرة و بن عكنون بالعاصمة. و كانت الجماعات الإرهابية قد قامت في اليومين الموالين للتفجيرين بالاستيلاء على 3 شاحنات بالعاصمة إحداها تابعة لمؤسسة النظافة "نات كوم " بضواحي الرغاية و شاحنة تابعة لأحد الخواص خاصة بشحن الوقود و شاحنة تابعة لمصالح الحماية المدنية إضافة إلى 3 سيارات نفعية أخرى بضواحي الحراش منها سيارة من نوع "كليو" كما تم الاستيلاء على سيارة من نوع "لوقان" مرقمة بولاية وهران تمت سرقتها في ظروف غامضة بضواحي حيدرة خلال الأسبوع الأول من شهر جانفي . و أفادت مصادرنا أن الإرهابيين قاموا بالاستيلاء على حوالي 4 شاحنات تابعة لمؤسسة النظافة"نات كوم" منذ تفجيري 11 ديسمبر الماضي أغلبها بولاية بومرداس حيث قام مسلحون مجهولون بسرقة شاحنة "نات كوم" بضواحي بن شود جنوب شرق بومرداس و سبق الاستيلاء على شاحنتين تابعتين لنفس المؤسسة بمدينتي بومرداس و زموري و لم يتسن التأكد لدى إدارة الشركة من عدد الشاحنات المسروقة لكن مصادر مؤكدة أفادت أن الإدارة أبلغت موظفيها بضرورة الإبلاغ عن السرقة فور وقوعها . وفرضت مؤخرا مصالح الأمن حراسة أمنية مشددة على المركبات على الطريق السريع الرابط بين العاصمة و بومرداس و المنافذ المؤدية إليها على خلفية السرقات العديدة التي طالت السيارات ، ويستعين أعوان الأمن في عمليات التفتيش بأجهزة كشف عن المتفجرات والكلاب المدربة و تخضع للتفتيش الصارم للشاحنات المجهزة بمبردات و صهاريج أو شاحنات تسليم البضائع المغطاة . و أصدرت السلطات الأمنية تعليمات لأصحاب سيارات الخدمة أو الشاحنات بالتبليغ عن عمليات السرقة التي قد تطال مركباتهم فورا بعد أن تبيّن من نتائج التحريات التي أجرتها مصالح الأمن استعمال هذا النوع من السيارات في التفجيرات الانتحارية لكنها فرضت على صعيد آخر ، رقابة على أسواق بيع السيارات خاصة بتيجلابين ببومرداس و الحراش بالعاصمة بعد توفر معلومات حول قيام أشخاص يرجح انتماءهم لشبكات دعم و إسناد الجماعات الإرهابية بشراء سيارات مواطنين لإستخدامها في العمليات الانتحارية بوثائق مزورة و تأجيل توثيق عقد البيع كما حدث في قضية السيارة المفخخة التي استهدفت مبنى رئاسة الحكومة في 11 أفريل . إلى ذلك ، لا تستبعد تحقيقات أمنية لجوء أتباع درودكال لجوءهم إلى سرقة سيارات الخدمة لسهولة المرور عبر نقاط المراقبة المكثفة منذ تفجيري 11 ديسمبر بالعاصمة منها شاحنات "نات كوم" حيث تم استخدام هذا النوع من الشاحنات في اعتداءات بالسيارات المفخخة التي استهدفت مراكز أمنية بالرغاية و درقانة شرق العاصمة . و يفيد محققون يشتغلون على هذا الملف ، أن قيادة التنظيم الإرهابي قد تلجأ إلى إعادة تهيئة السيارات و بيعها في شكل قطع غيار و شراء سيارات جديدة بأموالها للإفلات من رقابة الأمن و هو ما يكون قد دفع مصالح الأمن لإصدار تعليمات لأفرادها العاملين ميدانيا لمراقبة و تفتيش جميع السيارات المشبوهة دون استثناء بعد حجز قطع غيار سيارات في كازمات خلال عملية تمشيط واسعة بمعاقل الإرهاب ، و تؤكد سلسلة هذه السرقات رهان القيادة الجديدة لمنطقة الوسط تحت إمارة حذيفة أبو يونس العاصمي على العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة لسهولة تنفيذها و كذلك لما تثيره من ضجة إعلامية و خسائر بشرية و مادية.