تحول تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الى الإعتداء على نقاط المراقبة والحواجز الأمنية الثابثة، ويفسر متتبعون للشأن الأمني هذا التحول بعجز انتحاريي التنظيم الارهابي على اختراق الإجراءات الأمنية بالمراكز الأمنية والثكنات العسكرية التي تم غلق جميع منافذها على خلفية الاعتداءات الانتحارية الأخيرة، بينما تذهب قراءات أخرى في اتجاه تنفيذ اعتداء لإثارة الفوضى وتسهيل مرور إرهابيين وأسلحة ومواد متفجرة كما وقع في الإعتداء الانتحاري الوحيد في رمضان بدلس. * وتفيد معطيات متوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن مركبة كان على متنها إرهابيون حاولت المرور مباشرة بعد انفجار السيارة المفخخة التي كان يقودها انتحاري (وهي من نوع تويوتا هيليكس تمت سرقتها من طبيب بولاية تيزي وزو) صدم الحاجز الأمني الثابت الذي يضم أفرادا من الجيش والدرك وأعوان الحرس البلدي. * واستنادا الى هذه المصادر، يكون سائق المركبة قد استغل حالة الفوضى والإرتباك والوضع ليحاول تجاوز نقطة التفتيش، لكن أفراد الحاجز الأمني تفطنوا له وقاموا بإطلاق النار مما أدى الى اشتباك، حيث تم القضاء على إرهابي وأصيب آخر بجروح، وقد تم توقيفه في عين المكان. * ولم تتسرب أية معلومات على خلفية التحقيق الجاري مع الإرهابي الموقوف، لكن مصادر لم تستبعد أن المركبة كانت تنقل إرهابيين قياديين وبحوزتهم أسلحة ومواد متفجرة، وتكون قيادة درودكال قد لجأت الى تجنيد انتحاري "لفتح الطريق" أمام السيارة الثانية التي كانت ترافق سيارة "تويوتا هليكس"، وأفادت التحريات الأولية انه تمت سرقتها قبل أيام من طبيب بولاية تيزي وزو وتم نقلها الى ورشة قريبة لتفخيخها "في وقت قياسي" لتدرك عدم تنفيذ أي اعتداء في رمضان، خاصة وأن المركبة وهي من نوع فورڤو كانت قريبة من مكان العملية وكانت تترصد سيارة الانتحاري وتحركت مباشرة بعد اختراقه الحاجز الأمني. * ولا تستبعد مصادر، أن تكون المركبة قد رافقت الانتحاري الى غاية موقع الإعتداء في ظل تردد الانتحاريين في آخر لحظة، كما وقع في العملية التي استهدفت مقر الاستعلامات العامة لأمن ولاية تيزي وزو أو لجهل الانتحاري المكان أو يكون حديث السياقة مثل انتحاري ثكنة حراس السواحل بدلس نبيل بلقاسمي (أبو مصعب الزرقاوي العاصمي) وهو أصغر انتحاري، حيث تمت مرافقته الى غاية مدخل الثكنة استنادا الى إفادات تائبين. * * الجماعة السلفية تتجه الى ضربات "انتقامية" لرفع معنويات أتباعها * * وكان أتباع "درودكال" قد كثفوا من اعتداءاتهم ضد الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش منذ بداية شهر رمضان الجاري على خلفية أنها "تشكل العائق أمام تمدد النشاط الإرهابي"، حيث تم إحباط محاولات تمويل التنظيم الإرهابي بالسلاح والمتفجرات على مستوى حواجز تابعة للجيش والدرك، حيث تم استهداف الحاجز الأمني ببومدفع مرتين متتاليتين، وأدرج متتبعون للشأن الأمني هذه العمليات ضمن "الإنتقام" لمقتل 10 إرهابيين من طرف فرقة خاصة تابعة للجيش بولاية عين الدفلى، ويرجح أن هؤلاء ينتمون لجماعة تتشكل من حوالي 40 ارهابيا تنشط على محور ڤوراية وحجوط بتيبازة الى غاية ولاية تيسمسيلت مرورا بعين الدفلى ليكثف نشطاء هذه الجماعة اعتداءاتهم ضد الحواجز الامنية أيضا بهدف الإستيلاء على السلاح في ظل فقدانهم للسلاح والذخيرة. * ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن قيادة "الجماعة السلفية" حولت استراتيجيتها في ظل عجزها عن استهداف المراكز الأمنية التي تتمتع بإجراءات أمنية مشددة، وسعت من خلال اعتداء دلس الى تحقيق صدى اعلامي تستدرك من خلاله عجزها عن تنفيذ اعتداءات إرهابية خلال شهر رمضان الكريم، حيث نفذ أتباعها اعتداءات محدودة عكست وضعها الداخلي، حيث لا تتوفر على كمية كبيرة من المواد المتفجرة وعجزت عن اختراق المخطط الأمني الذي اعتمدته مختلف مصالح الأمن، وركزت على الضربات الانتقامية في محاولة لرفع معنويات أتباعها في ظل الخسائر المتتالية.