شنت مصالح الأمن حملات تفتيش واسعة وفرضت مراقبة على تحركات شاحنات التبريد على خلفية العملية الإنتحارية الأخيرة التي إستهدفت ثكنة عسكرية بالأخضرية بالبويرة وكانت شاحنة تبريد من نوع "جاك" صنف "تويوتا". وكان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) قد لجأت إلى الإستيلاء ليلة العملية حسب مصادر قريبة من التحقيق في الإعتداء الإرهابي من صاحبها الذي كان يقوم صبيحة كل يوم بتموين الثكنة بالحليب و مشتقاته في حدود الساعة الساعة السابعة إلا بضع دقائق حتى لا يثير دخولها للداخل أية شكوك وهم ما دفع الحارس بالسماح له بالدخول ، لكن اللافت أن التنظيم الإرهابي أصبح يعتمد مركبات من نوع شاحنات تبريد صغيرة حيث كانت السيارة المفخخة التي إستهدفت مبنى رئاسة الحكومة و كان يقودها الإنتحاري مروان بودينة المكنى "معاذ بن جبل" شاحنة تبريد صغيرة نظرا لميزة هذا النوع من المركبات التي يمكن تعبئتها بالمتفجرات دون أن يضطر الإرهابيون لرفع المقاعد الخلفية للسيارات و إعادة تهيئتها لشحنها بالمواد المتفجرة إضافة إلى قدرة هذه الشاحنات الصغيرة على السير مسافات و هي مفخخة بكمية لا تتجاوز حسب خبراء 500 كغ أي نصف الكمية التي إدعت اللجنة الإعلامية للتنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " إستعمالها في عملية الأخضرية و تهدف من خلال هذه المزايدات تأكيد توفرها على كمية هامة من المتفجرات لكن الخسائر التي خلفها الإنفجار الإنتحاري تكشف أن الكمية لا تتعدى 500 كغ أو أقل بكثير. و اللافت أن السيارة تمت سرقتها ليلا و تنفيذ العملية في ساعة مبكرة صباحا مما يشير على أن عملية شحنها إستغرقت ساعات قليلة فقط ليتنقل الإنتحاري إلى مقر الثكنة و هو يدرك أنه لن يكون محل شكوك لتردد الشاحنة على المقر يوميا في نفس الساعة و هي الورقة التي وظفتها قيادة درودكال خاصة في ظل الرقابة التي فرضتها أجهزة الأمن في نقاط التفتيش بعد تفجيرات 11 أفريل و دعمت بعضها بأجهزة الكشف عن المتفجرات حيث سارعت قيادة التنظيم الإرهابي لتنفيذ العملية الإنتحارية خاصة و أن المعلومات تضاربت حول ظروف سرقة الشاحنة التي تقول مصادر أنه تم الإستيلاء عليها و سرقتها و حجز صاحبها الذي أفرج عنه في وقت لاحق بينما تتحدث مصادر محلية عن سرقة الشاحنة على أن يقوم صاحبها بإبلاغ مصالح الأمن في اليوم الموالي بعد تنفيذ العملية و كان صاحبها يجهل إستعمالها في عملية إنتحارية . وتفيد مصادر متطابقة أن قيادة درودكال تميل لهذا النوع من الشاحنات لسهولة سياقتها أيضا رغم تصنيفها ضمن الوزن الثقيل خاصة و أن الإنتحاريين هم حديثي الإلتحاق بالنشاط المسلح وخضعوا لتعلم السياقة لأشهر محدودة إستنادا إلى شهادات تائبين وإرهابيين موقوفين و تكشف هذه العملية لجوء أتباع أبو مصعب عبد الودود لسرقة المركبات لتفخيخها في ظل عجزها عن شرائها لنقص الدعم و أيضا لوعي المواطنين منذ أحداث 11 أفريل ورفضهم صفقات بيع " مشبوهة " لسياراتهم. نائلة.ب:[email protected]