أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الجمعة، أن الانتصار "الجذري" و"المستدام" على الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر يتطلب نهضة قوية متعددة الجوانب، منوها بالتدابير الرشيدة التي اتخذتها الحكومة لتحجيم آثار هذه الأزمة. وقال رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى ال 61 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى ال 46 لتأميم المحروقات، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي، أن هذه النهضة سوف "تعيد مسار بناء اقتصاد وطني متحرر من هيمنة المحروقات ومتنوع مثل تنوع قدرات الجزائر الفلاحية والسياحية والمنجمية والصناعية وغيرها". وأضاف الرئيس بوتفليقة، أنه "في هذه المعركة التي ينادينا إليها الواجب الوطني فإن العمال درع الجزائر وقدوتها لكي يظل هذا المبتغى النبيل ولكي تعزز مرة أخرى خياراتنا الوطنية الاجتماعية الموروثة من ثورتنا المجيدة، خيارات أصبحت في صلب ثوابتنا الوطنية". وتابع الرئيس في رسالته: "انكم تدركون أن بلادنا أصبحت اليوم ضحية أزمة اقتصادية تهز الدول المتقدمة مرفوقة بتراجع أسعار النفط وتذبذب سوقها الدولية وذلك رغم مبادرات بلادنا التي سمحت مؤخرا بتحسين جد طفيف لسعر المحروقات". ولفت، إلى أنه إذا كانت أسباب المصاعب المالية الحالية للجزائر ذات أصل خارجي فلها، في نفس الوقت، آثار على وتيرة التنمية، آثار -كما قال- "تمكنا من تحجيمها بفضل التدابير الرشيدة التي اتخذناها خلال السنوات الأخيرة". لذلك -يؤكد رئيس الجمهورية- "على الدولة الاستمرار والإسراع في تنفيذ البرامج الوطنية للإصلاحات في مختلف المجالات الاقتصادية والإدارية". كما أكد في ذات السياق أنه "على الدولة إضفاء المزيد من التجانس بين حرصها على ضمان القدرة الشرائية للعمال والتكفل بأوضاع الطبقات المعوزة من جهة وضبطها للسوق وحماية المستهلكين من جحيم المضاربة واستنزاف مداخيلهم وتدهور مستوى معيشتهم من جهة أخرى". وقال الرئيس بوتفليقة مخاطبا العمال: "عليكم انتم كذلك ربح معركة الإنتاج والمنتوجية والقدرة التنافسية لضمان دخول سلعنا غدا في الأسواق الخارجية". وتابع "علينا كذلك جميعا أن نتطور أكثر في نظرتنا إلى الرأسمالية الوطنية النزيهة والى الشراكة الأجنبية العادلة كشركاء استراتيجيين للعمال في بناء التنمية الاقتصادية ومن ثمة تقبل بأريحية أقوى الإصلاحات الضرورية لكي تتحسن ظروف الاستثمار في البلاد". واعتبر أن ذلك يعد "نقلة نوعية تستوقفنا اليوم لكي نضمن مستقبل اقتصادنا وتنمية بلادنا, نقلة تتطلب منا عدم الإصغاء للأطروحات الدغماتية، وكذا للخطب التشاؤمية، نقلة تتطلب منا، وأكررها، التمعن والتقليد من وقفات ونضالات شعبنا بالأمس من اجل الحرية ثم من أجل التنمية". وأشار رئيس الجمهورية، إلى أنه أراد من خلال هذه الكلمة أن "أوصل إليكم نداءا إلى الأمل في قدرات الجزائر، نداءا إلى الصمود أمام أمواج الأزمة المالية الحالية، نداءا إلى التمعن في تضحيات أسلافنا لكي نخرج مرة أخرى منتصرين من أوضاعنا المالية الصعبة حاليا".