تم حجز بمنزل المتهم ذخائر حربية وأجهزة «طالكي والكي» وملابس عسكرية النصّاب دخل عدة محاكم بلباس الجيش وزود مركبته ب«الجيروفار» لتسهيل تنقلاته استمع، أمس، وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، لمسبوق في العقد الخامس من العمر، على خلفية تورطه في انتحال هوية عقيد بالجيش والتجوّل ببزة نظامية بغرض الإيقاع بعشرات الضحايا طيلة 25 سنة كاملة، بعد إيهامهم بالتوسط لهم في تقديم خدمات متنوعة أغلبها تتعلق بمساعدتهم في جلب مساكن والمتاجرة في السيارات باستغلال امتيازات عسكرية، ليسلبهم مبالغ مالية ترواحت بين 85 و450 مليون سنتيم للشخص الواحد. وحسب مصادر النهار، فإن المتهم ظل ينتحل صفة دركي لحوالي 25 سنة، باستعمال هوية ووثائق مزورة، حيث كان في كل مرة يزعم تدرجه في الرتب العسكرية، إلى أن بلغ رتبة عقيد بغرض النصب على أكبر قدر ممكن من الضحايا وسلبهم مبالغ مالية في إطار تقديم خدمات ووساطات لهم، بعدما كان يعمد مقابلتهم بلباس رسمي يخص الجيش، إلى حين تفطن أحدهم بسبب تماطله، ليسارع في تقييد شكوى ضده، بعدما سلبه مبلغ نصف مليار و35 مليون سنتيم على دفعتين لقاء توفير قطعة أرض، التي على أساسها تم توقيفه بنواحي اختصاص محكمة الحال من قبل فصيلة الأبحاث التابعة لمصالح الدرك الوطني لمقاطعة بئر مراد رايس بالعاصمة، بعدما زودهم الضحية بصورة المتهم الذي كان يستأجر منزلا قربه بمنطقة الرويبة شرق العاصمة. وقد أسفرت عملية تفتيش منزل المشتبه فيه المتواجد بحي الصنوبر البحري، عن حجز ست بدلات نظامية تابعة الجيش وذخائر حربية حية ووثائق هوية مزورة، وكذا أجهزة اتصال لاسلكية «طالكي والكي»، وكشفت التحريات المنجزة أيضا التي انطلقت منذ حوالي 4 أشهر، أن المتهم كان يتنقل على متن سيارات فاخرة مزودة بالمنبّه الضوئي «جيروفار»، كما كان يعمد تغيير مقر إقامته لصرف الأنظار عنه بعد كل عملية نصب التي راحت ضحيتها عدة سيدات، بعدما عقد عليهن قرانه عرفيا، كما وصل به الحال إلى التردد على مستوى عدة محاكم خارج العاصمة بلباس عسكري، موهما ضحاياه أنه بصدد ترقيته لرتبة لواء، لتقوم بعدها مصالح الدرك بتقديمه، أمس، أمام نيابة محكمة بئر مراد رايس، التي قررت متابعته وفقا لإجراءات المثول الفوري، بعدما وجّهت له عدة تهم خطيرة تنوعت بين انتحال مهنة منظمة قانونا، التزوير واستعمال المزور في محررات إدارية، النصب والاحتيال وحيازة ذخيرة حربية وبزّة نظامية من دون وجه حق. وهي القضية التي قررت محكمة الحال تأجيلها لجلسة 2 أفريل القادم، في الوقت الذي تأسس 10 ضحايا من بينهم عجوز طاعنة في السن وسيدة في القضية، في انتظار ما ستسفر عنه المحاكمة من مستجدات. وتجدر الإشارة، إلى أن المتهم استغل هوية «كولونيل» حقيقي تم تحويله هو الآخر للتحقيقات أمام المحكمة العسكرية، من أجل معرفة ملابسات القضية وعلاقته بالمتورط .