أعربت الجامعة العربية اليوم الثلاثاء عن أسفها "الشديد" لموقف الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون "السلبي" من تقرير فريق التحقيق الدولي حول اعتداءات إسرائيل على المؤسسات الدولية وخاصة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة. وصرح الأمين العام المساعد للجامعة السيد محمد صبيح ان السيد بان كي مون يريد أن يتسلم التقرير ولكن لا يريد أن يستمر في إجراءات محاسبة إسرائيل على جرائمها حيث قال إن "هذا التقرير ليس للمقاضاة " مؤكدا مسؤولية الأممالمتحدة عن "مقاضاة من يعتدي على منشآتها وعلى إعلامها أو شعاراتها" . واعتبر المسؤول بالجامعة العربية في تصريحات صحفية أن موقف السيد بان كي مون "يعطي للمعتدين الذين ينتهكون حقوق الإنسان ضوءا أخضر سلبيا". وكان الفريق المكلف من قبل الأممالمتحدة الذي لقي ترحيبا فلسطينيا وعربيا قد وصل إلى قطاع غزة أمس للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال حرب إسرائيل على غزة. ويترأس الفريق القاضي الدولي ريتشارد جولدستون وهو القاضي الجنوب افريقي الذي حقق قبل ذلك في جرائم رواند ويوغسلافيا. ويضم الفريق البريطانية كريستين شينكين المتخصصة في القانون الدولي والباكستانية هينا جيلاني القاضية في المحكمة العليا الباكستانية والخبيرة السابقة لدى الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان والعقيد الإيرلندي المتقاعد ديزموند ترافيرز. وأوضح أن تقرير الفريق الدولي وغيره من التحقيقات التي أجريت ومنها تحقيق الوفد رفيع المستوى برئاسة جون دوجارد الذي كلفته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ستضم جميعها في سجل متابعة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين. من جهة أخرى أدان السيد صبيح الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشرقيةالمحتلة وخاصة الجولة التي قام بها خبراء آثار إسرائيليون داخل المسجد وصفها بأنها إجراءات "غير مسبوقة على الإطلاق" . وقال إن ما حدث أيضا من محاولات سلطات الاحتلال إحضار بعض الصخور وإدخال تجمعات سياح وزوار ومتعصبين إلى داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك "شئ خطير للغاية" ،مشيرا الى أن مجموعة الآثار الإسرائيلية تقوم بالتصوير داخل المسجد الأقصى لاستكمال عمليات الحفريات التي تجرى تحته. وكانت السلطات الإسرائيلية قد استولت مؤخرا على حجر ضخم من حجارة القصورالأموية فى المنطقة المعروفة بالخاتونية جنوب شرق المسجد الأقصى. وقامت طواقم إسرائيلية بواسطة رافعة عملاقة بانتزاع الحجر وهو ما يعد سلبا لممتلكات وآثار إسلامية بالقدس الشرقيةالمحتلة . وأعرب السيد صبيح عن اعتقاده بأن الحكومة الإسرائيلية تؤمن "واهمة" أنها تستطيع أن تسيطر على المسجد الأقصى وأن تقيم ما يسمى بالهيكل محذرا إنها "سترتكب خطيئة وخطأ قاتلا إذا فعلت" . وأضاف أن الجامعة العربية ستعرض هذه الانتهاكات في المعرض الخاص بالقدس وتراثها الذي سيقام في مقر الأمانة العامة للجامعة في السابع من شهر جوان الجاري وذلك في إطار الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009.