تفكيك الخلية التي نفذت الاعتداءات ضد مبنى الأممالمتحدة والمجلس الدستوري كشف وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني أن التحقيقات الأمنية التي أجريت على منفذي العمليات الإنتحارية عرفتها الجزائر سنة 2007 و بداية العام أكدت أن 9 انتحاريين يتعاطون المخدرات. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها وزير الداخلية عن تفاصيل تخص هوية منفذي العمليات الإرهابية التي مست عددا مهما من مراكز الأمن ومقرات هيئات عمومية ودولية على غرار ممثلية الأممالمتحدة، إلى جانب محاولة استهداف موكب رئيس الجمهورية في العملية الانتحارية التي نفذها المدعو أبو مقداد الوهراني، دقائق قبل وصل رئيس الجمهورية الوفود المستقبلة له بولاية باتنة. وتعطي هذه المواصفات التي أكدتها تقارير أمنية سلمت لوزير الداخلية بعد كل عملية انتحارية أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لجأت حسب زرهوني إلى الاعتماد على مواد مخدرة لتهيئة الانتحاريين ومساعدتهم في تفجير أنفسهم عند الأهداف التي يحددها التنظيم الإرهابي. كما تكشف هذه المعلومات الرسمية أيضا العوائق و الصعوبات التي يواجهها هذا التنظيم المسلح حاليا، من خلال لجوئه إلى أفراد صغار السن أو شيخ يائس من العلاج أو شباب متعود على المخدرات لدفعهم إلى تنفيذ عمليات مروعة يصعب تنفيذها من طرف شباب في كامل قواه العقلية. وكانت فرضية اللجوء إلى المخدرات قد برزت لأول مرة مطلع التسعينات عندما كشفت التحريات عن ترابط بين الشبكات الإرهابية ومروجي المخدرات خاصة في أوقات تصاعد أعمال الإرهاب ضمن تنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" ولا يستبعد أن يكون نشطاء من هذا التنظيم المسلح الذي تزعمه في السابق عنتر زوابري وراء اللجوء إلى مواد مخدرة لتنفيذ هذه العمليات. وعلى الرغم من الاختلاف في الأسباب التي دفعت الانتحاريين الذين نفذوا 11 اعتداء بسيارات أو شاحنات مفخخة إلا أن المعلومات التي كشف عنها وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني ستضع أمام الخبراء في الشأن الأمني أمام خيارات صعبة أمام إستراتجية مكافحة الإرهاب سيما بعد تأكيد "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أنها فصلت موقفها بالتمسك بهذه العمليات كخيار وحيد في المستقبل. فقد تم تجنيد الطفل نبيل بلقاسمي بدعوى القتال في العراق قبل أن يتعرض لغسيل مخ ثم زج به لتنفيذ عملية إنتحارية وأطلق عليه لاحقا تسمية "أبو مصعب الزرقاوي العاصمي" لمخادعة الشباب مثله كما أقحم في هذه العمليات مصابون بأمراض مزمنة أصبح موتهم بالنسبة لهذه الجماعات أفضل بكثير من حياتهم على غرار الشيخ رابح بشلة الذي أكدت تصريحات أفراد عائلته أنه مصاب بمرض مزمن هو القصور الكلوي، إضافة إلى محاولة الجماعات الإرهابية التخلص من الأفراد الذين باتوا يشكلون عبئا ثقيلا على تنقلاتهم في ظل تعرضهم لعمليات التمشيط التي تقوم بها مصالح الأمن بعدد من المناطق، على غرار ما حدث مع كمال موهون المدعو عبد الله الشعياني والذي أكدت التحريات أنه معاق حركيا بنسبة 70 بالمائة، بعد إصابته خلال عملية تمشيط قامت بها مصالح الأمن بالمنطقة التي كان يتواجد بها، كما أفادت التحريات الأمنية أن الجماعات الإرهابية تقوم مباشرة بعد تعبئة السيارات المعنية بالمتفجرات بتلحيم الأبواب خشية تراجع الانتحاريين أو تفكيرهم في الهروب دون اتمام تنفيذ العمليات الانتحارية . قائمة منفذي الإعتداءات الإنتحارية والذين استعملوا المخدرات حسب وزير الداخلية يزيد زرهوني كرونولوجيا العمليات الانتحارية 11 أفريل 2007 استهداف قصر الحكومة ومقر الأمن بباب الزوار - مروان بودينة المدعو معاذ بن جبل - مولود بن شهاب المكنى بأبي دجانة - محمد. ر المدعو سمير المكنى بالزبير أبو ساجدة 11 جويلية 2007 ثكنة الاخضرية - حفيظ محمد المدعو صهيب أبو مليح 05 سبتمبر 2007 استهداف الرئيس بوتفليقة بباتنة بلزرق الهواري المدعو أبو مقداد الوهراني 09 سبتمبر 2007 استهداف ثكنة القوات البحرية بدلس نبيل بلقاسمي أبو مصعب الزرقاوي العاصمي 20 سبتمبر 2007 استهداف عمال شركة رازال الفرنسية كمال مروشي المدعو عثمان أبو جعفر 11 ديسمبر 2007 استهداف المجلس الدستوري وممثلية الأممالمتحدة العربي شارف المدعو عبد الرحمن أبو عبد الناصر العاصمي رابح بشلة المدعو الشيخ إبراهيم أبو عثمان 01 جانفي 2008 استهداف مقر الأمن الحضري بالناصرية بومرداس كمال موهون المدعو عبد الله الشعياني 28 جانفي 2008 استهداف مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالثنية مصطفى بن عبيدي المدعو عمر المكنى بحمزة السبع