إقرأ واعتبر أرفقوا بأولادكم الرفيق الجميل تحية طيّبة وبعد.. لأول مرة أشعر بخيبة الأمل بعدما خذلني إبني المجتهد المواظب الذي كان أحسن إخوته، فقد ظلّ لسنواته الدراسية ممتازا، يحصّل النتائج المرضية، لكنه على غير العادة، أحدث فارقا كبيرا وسار من الحسن إلى الأسوإ، بعد التراجع الكبير، بل المخيف الذي عرفه خلال الفصل الدراسي المنصرم. وما حزّ في نفسي، أنه سيمتحن نهاية هذا الموسم في شهادة التعليم المتوسط. إخواني القرّاء، لا يمكن أن أصوّر لكم حجم الغضب الذي انتابني، ومقدار الخيبة التي سكنت قلبي، فلم أدر بنفسي إلا بعدما سقط ابني مغشيا عليه من فرط الضرب المبرح الذي أكله بقسوة. لقد انهلت عليه بكل قوة حتى كاد يفارق الحياة، وبعدما رأيته على تلك الحال، ندمت كثيرا ولمت نفسي، لأنني لم أبحث عن أسباب تراجعه، ولم أقدّر أنه مراهق في سن حرجة «15 سنة»، فرميت بكل هذه الاعتبارات ورائي وفعلت فعلتي. أنا نادمة وأشعر بالضجر من نفسي، أعترف وأقرّ أنني أخطأت، لذا أوجّه ندائي إلى كل الآباء والأمهات وأولياء الأمور، أن يرفقوا بأولادهم الرفق الجميل، فالتوفيق من عند الله، وهذا ما يجب على الجميع فهمه وإدراكه.