استكملت بلدية حمام ملوان السياحية الواقعة شرق ولاية البليدة كافة التحضيرات الخاصة باستقبال الزوار الذين يقصدون المنطقة طلبا للراحة و الاستجمام و كذا التداوي بمياه حمامها المعدني حسبما تمت ملاحظته، واوضح رئيس هذه الجماعة المحلية أنه تم تهيئة كافة الظروف المناسبة تحسبا لموسم الاصطياف الذي يعرف توافدا مكثفا للزوار خاصة عند العلم أن المنطقة تتوفر على مناظر طبيعية ساحرة ومميزة تطبعها الأودية والمياه الصافية المتدفقة من أعالي الشلالات إضافة إلى الحمام المعدني الذين يقصده المواطنون من أجل التبرك أو التداوي بمياهه المعدنية الدافئة . وتقول الأسطورة المتداولة بين سكان المنطقة أن ابنة أحد دايات الجزائر وهو الداي حسين أصابها طفح جلدي شل جميع أعضائها و ألزمها الفراش بحيث لم يجد له الأطباء دواء حينها أشار إليه أحد مقربيه بأن يأخذها إلى مكان في سفح جبال الأطلس البليدي وبالضبط إلى حمام سيدي سليمان كما كان يسمى. وتخلص الحكاية إلى أنه و بمجرد أن استحمت الفتاة بمياه الحمام حتى شفيت تماما من علتها و استرجعت قواها ومن هنا لا يزال العديد من سكان المنطقة و حتى الوافدين إليها يؤمنون بالقدرة "العجيبة" التي تتمتع بها مياه حمام ملوان في الشفاء من الأمراض المستعصية. وبالرغم من ارتفاع أسعار تذاكر الدخول إلى المحطة المعدنية (من 70 الى 120 دج) بعدما أل تسييرها إلى أحد الخواص إلا أنها تسجل توافدا معتبرا للزوار، وعمدت السلطات المحلية تحسبا لهذا الحدث الهام على تنصيب خيام من القصب لفائدة العائلات و الزائرين للتمتع بخرير مياه الوادي أو السباحة به، كما أضفت أشغال تهيئة مدخل المنطقة السياحية التي استفادت منها البلدية والمتضمنة انجاز محلات خاصة لبيع المنتوجات التقليدية المحلية وتخصيص أماكن لوقوف السيارات وفضاءات أخرى خاصة بالسباحة على حافة الوادي وجها جديدا للمدينة. ومن شأن هذه الهياكل المستحدثة و التي تسعى من خلالها السلطات المحلية الى استقبال أكبر عدد من المصطافين تلبية للطلبات المتزايدة لهؤلاء والذي بلغ عددهم حسب ما ذكره مسؤولو هذه البلدية أكثر من 3000 زائر يوميا خلال الصائفة الماضية إلى جانب إنعاش السياحة بهذه المدينة، ولعل ما يزيد في جمال هذه المنطقة الفريدة من نوعها تلك الحركة التجارية الكبيرة التي يصنعها الكثير من أصحاب المطاعم الممتدة على طول الطريق الوحيد بالمنطقة و الباعة المتجولون من الأطفال الذين يعرضون "خبز المطلوع" و البيض و "الدجاج العربي" والأجبان التقليدية و كذا بعض الفواكه المحلية كالباكور و التين و مختلف أنواع العسل الطبيعي.