أشكرك جزيل الشكر على كل المجهودات، التي تبذلينها في سبيل إسعاد الناس، ومساعدتهم على التأقلم مع أوضاعهم الخاصة.. أنا واحد من هؤلاء الناس الذين هم في أمس الحاجة لعونك، فلا تبخلي عليّ أرجوك، لأني أكاد أجن والظروف الاستثنائية التي أمر بها. لم أتصور قط في حياتي، بأن القدر سيضعني أمام هذا الامتحان الصّعب الذي ذوّب صحتي، وأنهك قوتي وحطّم نفسيتي.. كنت في زمن غير بعيد أعيش في دنيا السحاب، يملؤني غرور عجيب وأنانية رهيبة ورغبة عارمة في امتلاك أي شيء وكل شيء.. إن هذه المنطلقات الفكرية الخاطئة، جعلتني أُخطىء وأتمادى في الخطأ، ظنا مني أني سأفلت من العقاب، ولعل أهم فكرة سوداء سيطرت عليّ وتحكمت في سلوكاتي هي أن أوظف كل مهاراتي وملكاتي في التلاعب ببنات العائلات، وبعد أن أسقطهن في شباكي، وأفعل فيهن رغبتي الدنيئة، أتركهن غارقات في بحر الهموم، هكذا أمضيت حياتي، ولم يتزعزع ضميري ولو مرة واحدة، جراء كل الظلمات التي ارتكبتها في حق فتيات بريئات لا ذنب لهن في هذه الدنيا ، سوى أنهن صدقنني ووثقن بي، وسلمن أنفسهن لي . لم يستيقظ ضميري، إلا بعد أن حدث لي ما حدث، لقد جمعني ربي بامرأة فاقدة لشرفها.. هذه المرأة تحريت أن أختارها بعناية فائقة، لقد أوكلت مهمة الاختيار لأمي، لأني بعد أن مللت من التلاعب بشرف بنات العائلات، قررت أن أتزوج، ولكن ليس أي زوجة.. زوجة لا تعرف الخروج والدخول، ولا تعي من الحياة سوى الغسل والطبخ والترتيب... بناءً على هذه المعطيات بدأت أمي تبحث لي عن زوجة المستقبل، وأنفقت جهدا كبيرا، ووقتا طويلا للوصول إليها... وفي ليلة الدخلة؛ اكتشفت بأن هذه المرأة التي اخترتها بعناية هي إمرأة كالأخريات. أمام هذا الموقف؛ انهرت وتحطمت وأدركت بأن الله انتقم مني، فاستسلمت لليأس وانعزلت عن الحياة.. إني لم أفضح هذه المرأة، ولم أقترب منها، بل أدرت لها ظهري، وتركتها ملقاة جانبا كالمزهرية المكسورة. لقد توقفت عن ممارسة الحياة، ولم أعد أدري كيف أتصرف وماذا أفعل؟ أرجوك ساعدني قبل أن أقوم بتصرف جنوني . ياسين من البليدة الرد : لن أكون قاسية عليك، لو قلت لك أنك أخطأت في تقدير الأمور، وكان يجب أن تُعاقب حتى تنزل من فوق السحاب، لتضع قدميك على الأرض . عزيزي؛ إن الجزاء من جنس العمل أليس كذلك؟ إذن إبلع ريقك وخذ نفسا طويلا، واعترف أمام الله وأمام نفسك بأنك أخطأت عندما تعاملت مع شرف بنات العائلات بهذه الطريقة الهمجية، وظننت للحظة من الزمن، أنك ستطوي صفحة ليس بالندم والتوبة على كل ما بدر منك من أخطاء، بل باستعمال الحيلة والذكاء، ولكنك في المقابل نسيت بأن هناك إله عادل، ينظم شؤون عباده ويردعهم وقت الحاجة ... عزيزي؛ أعلم بأني قاسية شيئا ما عليك، لأن مسؤوليتي تفرض عليّ ذلك، ولكن هذه القسوة أكيد ستنفعك في إعادة ترميم حياتك، وبناء أفكارك الجديدة . إحمد الله حمدا كثيرا؛ لأنه عاقبك في الدنيا قبل الآخرة، وهذا من فضله عليك، إذن كُن إنسانا عاقلا وواقعيا، واسعى للتعامل مع وضعك بموضوعية، واجتهد في تقبله كما هو، وعوض أن تستسلم لليأس يجب أن تتفانى في طلب الغفران والعفو من الله، عن طريق الإكثار من العبادات والطاعات . لا تعتزل زوجتك، بل حاول أن تتفهمها وتحتضنها وساعدها على العودة إلى الطريق الصحيح، لأنها كانت إحدى ضحايا رجلا مثلك.. عزيزي؛ كُن منطقيا وارضى أن تشرب من نفس الكأس التي أجبرت غيرك على الشرب منه. ردت نور