دخل أمس، أساتذة التعليم في الأطوار الثلاثة في إضراب لمدة أسبوع قابلة للتجديد، احتجاجا على نظام المنح والتعويضات الذي رفضت الحكومة تطبيقه بأثر رجعي ابتداء من الفاتح جانفي 2008، إلى جانب الانهيار الفظيع للقدرة الشرائية، في الوقت الذي طالبوا فيه بضرورة رفع أجورهم إلى 10 ملايين سنتيم شهريا، بالمقابل فقد اقتربت ''النهار'' من بعض التلاميذ الذين صرحوا بأن الإضراب في هذه المرحلة لا يهمهم إطلاقا، وأن مستقبلهم مرهون بالمباراة التي ستجمع الفريق الوطني بنظيره المصري يوم ال14 نوفمبر الجاري بمصر. بالمقابل فقد أعلنت نقابة ''لونباف'' أن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 80 بالمائة عبر الوطن. وفي جولة استطلاعية قادتنا أمس، لبعض المؤسسات التربوية بالعاصمة، للوقوف على الحركة الاحتجاجية التي دعت لها نقابتا ''الكناباست'' و''لونباف''، لمدة 8 أيام قابلة للتجديد في حال عدم التفات السلطات العمومية لمطالب عمال قطاع التربية، فكانت وجهتنا الأولى ثانوية الشيخ بوعمامة بالمرادية بالجزائر العاصمة، أين وجدنا التلاميذ يقفون مجموعات مجموعات بالقرب من مؤسستهم، بعدما طلب منهم أساتذتهم الخروج من الأقسام بسبب الإضراب، وحين تقربنا من التلميذة ''س ك''، تدرس في السنة أولى ثانوي، والتي وجدناها عند مدخل الثانوية تنتظر قدوم والدها لاصطحابها للمنزل، والتي أكدت لنا قائلة:'' أسبوع كامل من الإضراب شيء جد مؤسف، لأن التلاميذ هم من سيدفعون الثمن غاليا، خاصة وأن هذا الفصل قد شهد احتجاجات كثيرة، ورغم ذلك فأنا فضلت القدوم للمؤسسة، للتأكد من الاحتجاج، نظرا لأننا في فترة فروض وليس من صالحنا التغيب''، لتتدخل زميلتها في تلك الأثناء:'' لقد طلبت منا المديرة البقاء في القسم لإجراء فرض، لأن أستاذة المادة رفضت الانضمام للحركة الاحتجاجية''. التلاميذ يصرخون: '' لا دراسة، لا باك ولا إضراب..وكل شيء مؤجل إلى ما بعد 14 نوفمبر'' غيرنا وجهتنا لننتقل بعدها إلى ساحة أول ماي، وبالضبط إلى ثانوية الإدريسي التي دخل جميع أساتذتها في الإضراب، وهناك التقينا بالتلميذ ''ن.ي'' الذي يدرس في السنة أولى ثانوي ''شعبة آداب''، الذي أكد لنا في تصريحه بأن الحركة الاحتجاجية التي دعت إليها بعض نقابات التربية لا تهمه على الإطلاق، خاصة في هذه المرحلة الحساسة بالذات، لأن الأمر يتعلق بالجزائر وبالوطنية وبالمباراة الحاسمة التي ستجتمع منتخبنا الوطني بنظيره المصري، بحيث أضاف قائلا:'' ال14 نوفمبر هو يوم حاسم في حياة كافة الجزائريين، وعليه فإن بالي منشغل بالمباراة وإذا فازت الجزائر، سأقضي تلك الليلة خارج المنزل أحتفل بالفوز وفي الأخير لدىّ طلب واحد فقط وهو أن يمنحونا في المؤسسة يوم راحة في ال15 نوفمبر الجاري لأخذ قسط من الراحة والاحتفال فعلا بالفوز''، ليتدخل في تلك اللحظات التلميذ محفوفي محمد الذي يدرس في السنة الثالثة ثانوي، بحيث أوضح لنا قائلا:'' لا باك ولا دراسة..فمصيرنا معلق بتاريخ ال14 نوفمبر لأننا صممنا كلنا التوجه إلى محل زكي ''بائع الزوالية للڤرنطيطة'' لمشاهدة المباراة التأهيلية لكأس العالم، التي ستجمع الخضر بفريق الفراعنة''. وأما التلميذ ''ت. أ'' الذي اغتنم فرصة وجودنا ليشتكي لنا من كثافة الدروس، بحيث أكد بأن الهيئات الوصية لن تغير شيئا من خلال التوزيع الجديد لأسابيع الدراسة نظرا لأن الأمور بقيت على حالها، ليوجه نداء للوزارة الوصية لكي تلتفت لأزيد من 8 ملايين تلميذ بالتخفيف على الأقل في المقررات السنوية. نسبة الإضراب بولاية بومرداس بلغت 100 بالمائة ودخل صبيحة أمس، أساتذة وعمال قطاع التربية بولاية بومرداس، يومهم الأول في الإضراب الوطني عبر كافة المؤسسات التربوية والمعلن عنه من طرف نقابات التربية، لمدة أسبوع كامل ومتجدد في حال عدم استجابة الوزارة للمطالب ''المشروعة''، بحيث بلغت نسبة الإضراب حسب بن عمار موسى المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى المكتب الولائي للكنابست، بلغت 100 بالمائة بالمؤسسات التربوية الخاصة بالطور الثانوي. ..وبلغت 2 بالمائة بولاية البيض.. في ظل تضارب الأرقام أفاد مدير التربية بولاية البيض وحسب إحصائيات رسمية خلال اليوم الأول للإضراب أن نسبة الاستجابة وصلت عبر كامل تراب الولاية 09, ،2 حيث سجلت أكبر النسب في التعليم الثانوي وحسب نفس المصادر الرسمية وصلت النسبة في التعليم الثانوي 5,65، وفي التعليم المتوسط 2،5 وأقل نسبة سجلت في التعليم الابتدائي الذي لم تتعد نسبة المشاركة ب 34 . نسبة الاستجابة للإضراب بولاية بجاية تتجاوز 80 بالمائة وأوضحت مصادر نقابية بولاية بجاية أن نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الأول قد بلغت 90 بالمائة عبر مختلف المؤسسات التربوية، بينما سجلت باقي المؤسسات التعليمية للطور الابتدائي دراسة عادية. بالمقابل فقد أعلن أولياء التلاميذ عن تخوفهم من أن ينعكس الإضراب على مستقبل أبنائهم. الأساتذة بولايات الغرب الجزائري يشلون المؤسسات التربوية تمكنت أمس، التنظيمات النقابية من شل معظم المؤسسات التربوية ولاسيما الثانويات، بالغرب الجزائري، خاصة بولايات سعيدة، وهران، تيارت، تلمسان، الشلف وسيدي بلعباس، بحيث تم تسجيل نسبة استجابة تراوحت بين 60 و80 بالمائة عبر مختلف المؤسسات التعليمية، في الوقت الذي تعهد الأساتذة بمواصلة الإضراب إلى غاية يومه الأخير للفت انتباه السلطات العمومية إلى مطالبهم التى وصفوها بالمشروعة خاصة ما تعلق بنظام المنح والتعويضات. استجابة متباينة للإضراب بمؤسسات بشار استجابت أمس، نسبة كبيرة من المعلمين والأساتذة إلى الإضراب الذي دعت إليه هيئة ما بين النقابات المستقلة للوظيف العمومي، حيث قدرت نسبة استجابة ثانويات عاصمة الولاية، حسب الإحصائيات ب 100 بالمائة، واتفقت رؤى جميع إطارات التربية الذين تحدثت إليهم » النهار « على عدم جدية الهيئات المعنية في معالجة قضايا الأسرة التربوية، مطالبين وزارة التربية الوطنية إلى التعجيل في التكفل بمطالبها التي أوردتها النقابات التي تهدف مجملها إلى الارتقاء بمستوى المدرسة العمومية وتحسين أداء المؤطرين.