بعد عدة تأجيلات لملف الجوية الجزائرية التي تتهم فيه مضيفيها بالتزوير واستعماله في ملفات الترشيح إلى منصب مضيف طائرة، فتحت أمس، محكمة الجنح بسيدي امحمد بالعاصمة القضية للنظر في أطوارها وتفاصيلها. حيث مثل أمام هيئة المحكمة 16 متهما في القضية من ضمنهم موظفة بالمصلحة الاقتصادية لثانوية ''الحامية'' بالقبة وكذا ''م. ع'' البالغ من العمر 29 سنة، وهو المتهم الوحيد الموجود رهن الحبس المؤقت، بصفته سائقا بوكالة التعمير والبناء والمتابع، بالإضافة إلى التزوير والاستعمال المزور بجنحة إساءة استغلال الوظيفة، كما مثل أيضا ممثل من الجوية الجزائرية، طرفا مدنيا في القضية. وعليه، فقد طالب وكيل الجمهورية لدى المحكمة بتسليط عقوبة عامين حبسا نافذا في حق كل متهم، بالإضافة إلى 100 ألف دينار غرامة مالية. تعود تفاصيل القضية كما سبق ل''النهار'' التطرق إليه في عدد سابق، إلى شهر أكتوبر المنصرم، عندما تقدم المتهمون في قضية الحال إلى الجوية الجزائرية للمشاركة في المسابقة الخاصة بمنصب مضيف أو مضيفة طائرة، وبعد فوز المترشحين بالمناصب، تبيَّن أن الشهادات المدرسية المرفقة للملف الترشح مزورة، حيث مس التزوير شهادات مدرسية بمستوى نهائي وكذا شهادات مدرسية جامعية، وأحيل على إثر ذلك المتهمون على التحقيق ومنها على العدالة، بعد أن تبين تورطهم في القضية، وقد عمل دفاع المتهم الوحيد الموجود رهن الحبس في وقت سابق إلى طلب الإفراج المؤقت عنه، بعد اتهامه بعدم الخضوع للاستدعاء الذي وجه إليه من قبل قاضي التحقيق، وهو ما قوبل بالرفض. وحسب ما دار في قاعة المحاكمة، فقد أنكر المتهم ''م. ع'' ما نسب إليه من تهم، مؤكدا أنه لا يعرف أي متهم من الحاضرين في الجلسة، كما حاول دفاعه التركيز على موكله يحمل شهادة عمل تثبت عدم وجود أي علاقة تربطه بالسلك التعليمي، لا من قريب أو من بعيد، لاشتغاله في التعمير والبناء، حيث لم تستطع المتهمة ''م. عواطف'' التعرف على ''م. ع'' لعدم تعاملها المباشر معه مكتفية بالتصريح أمام قاضي التحقيق والمحكمة بأن المدعو ''سمير'' الغائب عن الجلسة، هو من توسط لها مع المكنى''موح اللوز'' ،الذي سلمها الشهادة المدرسية بمستوى ثالثة ثانوي بعد لقائهما في ساحة أول ماي، وهو اللقب الذي نفى المتهم أن يكون له.