أثبت الوجه السلبي الذي ظهر به الفريق الوطني أمس وانهزامه بحصة ثقيلة أمام خصم "خفيف" أن أمورا كثيرة تحدث داخل تشكيلة سعدان العاجز تماما على بناء فريق "قاري" فضلا على منتخب "مونديالي". وكما كان متوقعا رغم محاولات سعدان البائسة لمراوغة كل الجزائريين- فقد بدا من الوهلة الأولى أن المنتخب الذي لعب أمس لم يحضر بجدية لهذا الموعد، ليطرح السؤال مجددا عن "المصدر العلمي" الذي استقى منه سعدان معلومته القائلة أن أسبوعا واحدا كافيا لتحضير نهائيات قارية بحجم "الكان"، رغم أن كل المنتخبات وكل المدربين حضروا لعدة أسابيع في أجواء تشبه- إلى حد ما- أجواء لواندا، وأجروا لقاءات ودية، قال سعدان أنها لن تفيد في شيئ، لينهزم أمام مالاوي بثلاثية مقابل "لا شيئ". صحيح أن الآمال لا زالت قائمة وأن "الأخلاق" الكروية تحتم علينا عدم الحكم على منتخب متأهل للمونديال من خلال لقاء واحد فقط، لكن الأخلاق أيضا تحتم علينا الحديث على نقائص بالجملة سجلت على المنتخب الوطني طيلة التصفيات المؤهلة لهذا الموعد القاري والموعد العالمي القادم دون أن يفكر القائمون على شؤون الكرة الجزائرية في معالجتها تماشيا مع المستوى الذي بلغه المنتخب الوطني، والحق أن المنتخب الوطني بلاعبيه وطاقمه الفني والإداري وقع في خطإ "شعبيوي" كبير ونكاد نجزم أن الكل شعر بأنه أدى المهمة كاملة حين تأهلت الجزائر أو بالأحرى حين تم إقصاء مصر من السباق العالمي، وكأن المهمة كانت إقصاء مصر وليحدث بعدها أي شيئ "فقد غفر للاعبينا". وللأمانة فقط فإن الدور البسيكولوجي الذي كان يتوجب على سعدان القيام به للحفاظ على معنويات لاعبيه وروحهم الوثابة لتحقيق المزيد من الانتصارات لم يؤد، على الأقل بالطريقة التي نتفادى بها هزيمة ثقيلة أمام منتخب متواضع مثل مالاوي. ويلوح السيد "شاوشي" كأفضل مثال على هذه الحجالة البسيكولوجية التي لم يعرها سعدان ومعاونوه أية أهمية، فقد بدا وكأنه أدى دورا سابقا على أكمل وجه، فقد ارتقى العارضة في أم درمان ونزع قميصه وغنى ورقص وطار في فضاء الغرور وحلق عاليا، لكن لا أحد أفهمه أن تاريخ أي حارس مرمى لا يبنى في 90 دقيقة فكان الوجه الذي ظهر به أمس مثالا حيا على حالة لاعبين قيل عنهم أنهم محترفون لكنهم فقدوا هذه الصفة مع سعدان وتحولوا إلى شبان يتحركون كما يحلوا لهم حتى وإن غادروا التربص القصير في فرنسا لإقامة أعياد نهاية السنة.