“السبب الرئيسي يعود إلى السلوكات الغذائية السيئة” كشف، أمس، البروفيسور محمد لوكال، متخصص في الأورام السرطانية بعيادة الفراولة التابعة لمستشفى بني مسوس، أنه يتم تشخيص 10 آلاف حالة جديدة بسرطان الجهاز الهضمي في الجزائر سنويا. وقال البروفيسور خلال الملتقى الافتراضي لخبراء في علم الأورام، إن سرطان القولون والمستقيم، يعد الأول من نوعه عند فئة الرجال والثاني عند النساء، مؤكدا أن التطور الذي شهده الطب خلال السنوات الأخيرة، واقتناء المؤسسات الاستشفائية الوطنية للأدوية المبتكرة ساهم في تحسين نوعية العلاج . وأوضح الأستاذ لوكال، أن بعض حالات هذا النوع من السرطان، لاسيما المتقدمة جدا، أصبحت اليوم بفضل التطورات الطبية المسجلة في الميدان وإدراج الأدوية المبتكرة بالمستشفيات قابلة للشفاء، مشيرا إلى أن استعمال هذه الأدوية ساعد بعد استعمال العلاج الكيميائي وخضوع المريض إلى الجراحة، على تماثله للشفاء، مذكرا ببعض الحالات التي تعاني من المرض منذ 10 سنوات واستفادتها من الأدوية المبتكرة. وبخصوص استعمال العلاج المستهدف الذي يخضع إلى شروط معينة، وبعض التحاليل الطبية، قال الأستاذ لوكال إن تطبيق هذا النوع من العلاج بالجزائر، ساهم كثيرا في تحسن الحالة الصحية المرضى. وفي ذات السياق، أوضح رئيس قسم جراحة الكبد والسرطان وزرع الأعضاء بمستشفى “بول بروس” بباريس، أن اختراع أدوية جديدة تقدم إلى المريض إلى جانب الجراحة، أحدث ثورة علمية في التكفل بالسرطان وتحسين نوعية العلاج، بالإضافة إلى العلاج المستهدف الذي يطوق الخلايا السرطانية والعلاج المناعي الموجه لنسبة 10 من المئة من المرضى، مبرزا أن كل هذه التطورات أثبتت تقدما لامثيل له في التكفل بمرضى السرطان. وفيما يتعلق بعوامل انتشار الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أوضح الخبير الفرنسي أنه بالرغم من ربط ذلك بالسلوك الغذائي والتطور الصناعي الحاصل، إلا أن العلم لم يتوصل بعد إلى الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ظهور هذا النوع من السرطان باستثناء الحالات العائلية التي يسهل التكفل بها، داعيا إلى ضرورة التشخيص المبكر للمرض. وكشف الخبراء، عن تنصيب لجنة الكشف المبكر على كل أنواع السرطان بالجزائر، لاسيما سرطان الثدي الذي يأتي في مقدمة الأنواع الأكثر انتشارا بالمجتمع ولدى المرأة، حيث تسجل بين 11 و12 ألف حالة سنويا جديدة، فضلا عن الانطلاق في تكوين الأطباء العامين نظرا للدور الأساسي الذي يلعبه هذا السلك في التكفل بالصحة الجوارية.