بعد الهزيمة الصعبة التي تلقاها المنتخب الجزائري على نظيره السلوفيني عشية الأحد الماضي، تبين أن النقطة السلبية الكبيرة جدا التي يعاني منها المنتخب الوطني، موجودة في الأساس على مستوى الخط الأمامي، لأنه من غير المعقول تماما أن يكون ''الخضر'' بهذا المستوى السيء طوال هذا العدد الكبير من المباريات، وبعقم هجومي كبير جدا. ورغم كل الانتقادات التي أطلقت في حق مهاجمينا، إلا أنهم لا يرون بأن المشكل الذي يخص هجوم المنتخب الوطني متركزا في الأساس على نقص فعاليتهم، بل يرون عكس ذلك تماما، أي أن المشكلة في عدم حصولهم على الكرات اللازمة لذلك، على غرار المهاجمين مطمور وجبور، واللذين أكدا ذلك. ''المشكل في صناعة اللعب والفعالية ستحضر عندما تصل الكرة'' وقد أكدا كل من جبور ومطمور أن المشكلة الأساسية التي تعترض المنتخب الوطني في الفترة الحالية، هو النقص الكبير الموجود في صناعة اللعب، خاصة وأن المنتخب الوطني، أصبح لا يقدر حتى على إيصال الكرات اللازمة، وكل الكرات أصبحت تلعب بطريقة سيئة، مما يجعل الهجوم لا يتلقى ما هو منتظر منه. وربما الخطة التي يعتمد عليها سعدان هي التي ظلمت بشكل كبير ''الخضر''، ولم تمكنهم من تقديم ما هو منتظر منهم، مما جعلنا نضيع العديد من الكرات السهلة، وبالتالي غياب التنسيق والانسجام بين كل هذه الأطراف. ''لقاء سلوفينيا يؤكد صحة أقوالنا... الكرة لم تصلنا إلا في مناسبتين'' وما يظهر المستوى السيء الذي ظهر به المنتخب الجزائري في صناعة اللعب أمام سلوفينيا، هو تلقى المهاجم جبور، وطوال أطوار المباراة كرتين فقط سانحتين للتهديف، وهو عدد قليل جدا بالنسبة للمهاجم، والذي لعب أكثر من 60 دقيقية، وتلقى فقط كرتين في منطقة العمليات. وعليه فإن المدرب الوطني رابح سعدان، يبقى مطالبا بإيجاد الحلول اللازمة للهجوم، وعلى الأقل الدفع للأمام بعدد أكبر من المهاجمين، لأن الإكتفاء في كل مرة باللعب على مستوى الدفاع وتحصينه، لن يفع المنتخب الجزائري في شيء. مطمور: ''غياب التنظيم والمنهجية يتسببان في عدم وصول الكراة إلينا'' مطمور والذي أصبحت تمنح له مهمة هجومية خاصة في المنتخب الوطني، هو الآخر إشتكى علانية من النقص الفادح الذي يعاني منه المنتخب الجزائري على مستوى خط الوسط، فالخضر لم يتمكنوا لحد الآن من إيجاد حل لمشكلة التهديف، لأن كل المهاجمين لا يتلقون الكرات السانحة للتسجيل.ويبقى المهاجم الجزائري كريم مطمور، من أكثر اللاعبين الجزائريين قوة في الأداء الهجومي، ويعود سبب ذلك في الأساس إلى السرعة العالية والتقنيات التي يمتلكها، ولكن بالنسبة للعب كقلب عجوم، فإن مهاجم مونشنغلادباخ لا يحسن التعامل كثيرا مع هذه الوضعيات، لأن قوته الحقيقية هي المجيء من بعيد واللعب على مستوى الأجنحة. جبور: ''المشكل ليس فينا بل في غياب صانع ألعاب حقيقي'' جبور والذي كان أداؤه مقبولا مقارنة مع غيابه الطويل عن المنافسة مع المنتخب الجزائري، وجد صعوبة كبيرة في ترجمة المحاولات إلى أهداف، وأكد بالمقابل أن المشكلة تبقى في صناعة اللعب في المنتخب الوطني، فأمام سلوفينيا، لم تصله سوى كرتان فقط سانحتان للتهديف، وهي نسبة صغيرة جدا إذا ما قارناها مع المنتخبات الأخرى، وهو يرى أنه من الواجب التفكير أولا في الطريقة المثلى في إيجاد الخطة التي تجعل مهاجمينا يتلقون العدد المطلوب من الكرات في الهجوم.ويعول مدرب المنتخب الوطني الجزائري كثيرا على جبور في هجوم الخضر، فهو يراه اللاعب الوحيد في المنتخب الوطني الذي بإمكانه حل مشكلة الهجوم، ولكنه يبقى الورقة الوحيدة للمنتخب الوطني، وهذا إذا أخذنا في الحسبان أن المهاجمين غزال وصايفي لن يشاركا في المباراة القادمة، فالأول معقب والثاتي مصاب، مما سيصعب مهمة الهجوم الجزائري كثيرا. قد يلعب جنبا إلى جنب مع بودبوز ومن المرجح أن يلعب المهاجم رفيق جبور المباراة القادمة أمام المنتخب الانجليزي جنبا إلى جنب مع الشاب بودبوز، والذي من المؤكد أن المدرب الوطني سيقوم بالإعتماد عليه في المباراة القادمة، خاصة وأن ''الخضر'' في حاجة ماسة إلى لاعب في نفس إمكانات بودبوز، وربما سيشكل ثنائيا جيدا إلى جانب جبور.