رفض عدد من المصلين ممن ينتمون إلى الجماعة ''الحشوية'' ، إقامة الصلاة في أحد مساجد سيڤ الواقعة بولاية معسكر غرب الوطن، وراء إمام أسود اللون بدعوى أن الصلاة لا تجوز وراء الإمام ذي البشرة السوداء. ورصدت مصادر ''النهار'' غرب الوطن، نفور أقلية من المصلين بأحد مساجد الولاية السابقة الذكر عن إقامة الصلاة وراء إمام مسجدهم بحجة أن لون بشرة هذا الأخير سوداء، وهو ما يتنافى مع معتقدات الجماعة التي ينتمون إليها، والمتمثل في مذهب ''الحشوية'' الذي يرى أن ''الإيمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية''، في حين يعتمد على النص وحده طريقا إلى المعرفة الإعتقادية خاصة والدينية بصفة عامة ورفض العقل وأدلته. من جهته قال الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش، المشرف العام على موقع ميراث السنة وعضو اللجنة العالمية لعلماء الأمة في مقاومة العدوانية، إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، مشيرا في اتصال أجرته ''النهار'' إلى أن المجتمع الجزائري ينتمي إلى أهل السنة الصحيح الذي تركه خاتم الأنبياء رسول الله محمد، مستدلا بحديثه الصحيح ''تركت فيكم أمرين لن تظلوا بعدي أبدا ما إن اعتصمتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه''، وهو ما يؤكد أن المرجع الرئيسي للمجتمع الجزائري في أمور دينه هما كتاب الله وسنة رسوله الحبيب، ومن ثم فإن الرسول قد أوصى باتباع إمام المصلين مهما كان لون بشرته أو مكانته، وجاء ذلك بصريح العبارة في قوله ''قل اسمعوا وأطيعوا ولو كان عبدا أسود رأسه كالزبيبة'' (رواه مسلم) أو في حديثه أحمد وقبراني ''لا فرق لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى''، بحيث اعتبر فضيلة الشيخ عبد الفتاح هذه الأحاديث النبوية بمثابة الدليل القاطع على جواز الصلاة خلف الإمام مهما كان لون بشرته، عكس ما تحاول الترويج له جماعة ''الحشوية'' التي وصفها بعقيدة المنحلين.