تكلم المطرب لطفي دوبل كانون في اللقاء الذي جمعه ب « النهار » عن أشياء مهمة جدا، كما انتقد وضعية الفنان في الجزائر وتحدث في المقابل عن مشروعه الخاص بشهر رمضان والذي يعتبر خطوة مهمة جدا يقوم بها لطفي. لطفي مرة أخرى في جميلة ما هي الرسالة التي جئت بها لجمهورك؟ جمهور جميلة تعود على حضوري ويعرف عقليتي جيدا، وفي كل مشاركة لي أحاول تقديم رسالة جديدة لتحسيس الشباب الجزائري بالأعمال الخيرية، الآن حان الوقت لذلك لأنه لا يمكن أن نبقى نغني للرقص فقط دون فائدة من أجل الترويح عن النفس وفقط، وبالتالي أنا عملت على كيفية إيصال الرسالة للشباب لأنه هو كذلك مسؤول من خلال الوضعية التي يعيشها وكيف يتصرف ويواجه المشاكل، أصبحت أفضل الرسالة على الرقص لأن هناك الكثير الأفضل مني في الرقص، وبالتالي أفضل المحتوى، المهم الناس أصبحوا يثقون فينا وفي كلامنا وأصبح له وزن ونحن قلنا، نحن من أجل رسالة اجتماعية مهمة حتى يصبح الشباب قادرا على التعبير نحو الإيجابي في المجتمع. بداية لطفي الفنية كانت قاسية على السلطة في طرح مشاكل الشباب، لكن لمحنا تراجعك عن ذلك وتخندقك في الصف فهل هي قناعة أم ضغوطات؟ لما أنهيت دراستي كنت بطالا وتحولت إلى الغناء، والجزائريون كانوا يسمعوننا وأصبح لنا وزن في المجتمع، وهنا بدأت تكبر المسؤولية وبالتالي إما أن نفسد أو نصلح، ونحن اخترنا التضحية حتى وإن قالوا "شراوهم" ومع الدولة لكن لا يهم، وأنصح الشباب وأوجه لهم ما يفيدهم ولا يضرهم، أما الضغوطات فالجميع يعاني من الضغوطات، حتى أصحاب المحلات لهم ضغوطات من الضرائب، بطبيعة الحال هناك البعض من المسؤولين من لا يعجبهم الأمر يطاردوننا في المحاكم لأنه لا يعرفون الديمقراطية. برأيك هل الفن العربي بصفة عامة ناجح خاصة وأن الأغنية العاطفية المشرقية غزت الساحة الفنية؟ الفن العربي ناجح تجاريا والفنانون العرب عقودهم تتجاوز الملايير عند مشاركتهم في المهرجانات، لكن الفرق العربية في المشرق محترفة كل مغنٍ له فرقة موسيقية ولها رصيد مالي،، وفرقة متكاملة، عكس عندنا هنا في الجزائر كاميرا "عراسي" ولباس رياضي للمنتخب الوطني ونسجل كليب، والفن العربي الذي يصلنا هو تجاري بحت، وفيه كلمات وصور بعضها غير أخلاقية، لكن هناك فن راقٍ كالأنشودة الدينية لكن هذا النوع من الفن لا يصل إلى الجزائر أو يصلها ضعيفا. رغم رواج الأغنية الرياضية إلا أن لطفي لم ينفعل وفضل التزام الصمت لماذا؟ هناك شباب سجلوا أغانٍ جميلة جدا وناجحة، وهنا العبرة من الفريق الوطني الذي أعاد الروح الوطنية التي عجز عنها السياسيون، واليوم أصبح العلم الوطني لباسا و"موضة" للجزائريين، أنا لم أغن وتركت الأمور حتى تهدأ، وكانت لدينا تعليمات أن لا نرد على الإستفزازات المصرية ونرد عليهم بالصمت، "وأقول ليس كل المصريين مثل عمرو أديب ومن استفز الجزائر وشتمها، وأنا لا أتفق مع مصر ليس منذ هذه الأحداث ولكن بسبب الحصار على غزة وخاصة الجدار العازل. علمنا أنك سلكت طريق الإرشاد والدعوة إلى الدين وإعانة المحتاجين من خلال جمعيتك، فما هي مشاريعك في هذا المجال؟ حاليا في رمضان نسجل سلسة حول السيرة النبوية في 30 حلقة، وأضعها في موقعي الإليكتروني، والذي يهمني هنا ليس العمل ولكن الرسالة حتى يأخذ الشباب العبرة من سيرة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يبقى قصة مكتوبة فقط في الكتب، وقبل التفكير في هذا العمل قمت بسبر آراء في الأنترنت وطلبت من الجمهور أن يختار العمل الذي نقوم به في رمضان، فاتصلوا بنا من الجزائر ومن دول أخرى كالمغرب وتونس واقترحوا علينا السيرة النبوية مشروع قناة القرآن الكريم، كما أنني أديت أنشودة "لا إله إلا الله" بالطبلة فقط وكانت مقبولة، وسأقوم بعمل ديني آخر مع الشاب جلول لتوجيه الشباب، وفي إطار عملنا الخيري في شهر رمضان فكرنا في كسوة العيد للأطفال من 4 إلى 14 سنة، ولأني مع جمعية محلية قمنا بإحصاء 100 فقير، سنعمل على كسوتهم من نوع رفيع، خاصة وأن بعد رمضان العيد والدخول الإجتماعي، وبمساعدة من الشاب خلاص رغم أنني اتصلت بالبعض من الفنانين لكنهم رفضوا المساعدة لأسباب تافهة. نعرفك بصراحتك وجرأتك هل يمكن أن نعرف كم يقبض الفنان الجزائري من مشاركته في مهرجان، وهل فيه هامش للمحتاجين؟ الفنان الجزائري يأخذ في المهرجانات أقل 50 مليونا كأجر حد أي بما يعادل 5000 أورو، والكثير من الفنانين يطلبون أموالهم نقدا للصعوبات التي يجدونها في الحصول عليها بالصك، لأنه ليس لدينا قانون خاص بنا يحمي الفنان ويعطيه حقوقه ويصبح متهم بتبييض الأموال، من أين لك بهذه الصكوك وأنت بطال في نظر القانون، لكن رغم المقابل الذي يتحصل عليه الفنانون الكثير منهم رفضوا المساعدة لإعانة المحتاجين، كما أنه كلما يمرض فنان يحمّلوا الوزارة المسؤولية، لكن أين مسؤولية الفنانين؟ ففي فرنسا كل فنان له جمعية، وهنا أقول الأغنية الجزائرية ارتقت فنيا، أصبح لهم أموال وأصبحوا يسجلون في استوديوهات كبرى تبقى أخلاقيا بعيدة عن المستوى وغياب التضامن الفني.