كشفت مصادر مسؤولة في مبنى شركة الخطوط الجوية الجزائرية ، أن آخر القرارات المتخذة من طرف إدارة المؤسسة، تؤكد على أهمية تحمل كل طيار لمسؤوليته عن ضمان سلامة ركاب كل رحلة يقوم بها، حيث تم تنصيب لجنة مكونة من تقنيين وطيارين لمعاقبة كل طيار يحاول التنصل من هذه المسؤولية وإصدار قرارات صارمة في حقه. وحسب مراجع ''النهار'' التي رفضت الإفصاح عن هويتها، فإن الأسباب التي كانت وراء إصدار قرارات من هذا النوع، هي وضع طياري المؤسسة أمام الأمر الواقع وإلزامهم بالتصريح عن الأعطاب التقنية التي مست أو قد تمس الطائرة، وهذا من أجل التخفيف من حدة تخوف تسجيل حوادث لا يحمد عقباها، وخاصة التخفيف من حدة العقوبات المحتمل تطبيقها من طرف اللجنة الأوروبية لمراقبة الطيران ''الصفا'' في حق إدارة الجوية بعد وضعها في القائمة السوداء للمؤسسات التي لا تحترم معايير السلامة الجوية، حيث أمهلت ''الصفا'' الجوية الجزائرية آجالا إلى غاية 5 نوفمبر المقبل لاستدراك أمورها قبل أن تصدر في حقها عقوبات قد تصل إلى حد منع طائرات الجوية الجزائرية من الهبوط بأرضية مطارات الدول العضوة في ''الصفا''. وعلى صعيد آخر، قدرت المصلحة المالية التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية مستحقات طياري المؤسسة من العطل السنوية التي لم يستفيدوا منها بمليار دينار أي ما يعادل 100 مليار سنتيم، وأن أكبر ميزانية تصرفها إدارة المؤسسة على عمالها هي من نصيب الطيارين بسبب الإيواء في فنادق فاخرة عن كل رحلة يقومون بها خارج الوطن، حيث أكدت مصادرنا أن مستحقات طياري الجوية الجزائرية من العطلة السنوية التي لم يستفيدوا منها مرشحة لبلوغ أرقام قياسية، لأن ما يزيد عن 400 طيار مازال يرفض إلى حد الساعة الاستفادة من عطلته السنوية. وتشير آخر المعلومات المتوفرة لدى مصادرنا إلى أن الأسباب الرئيسية التي كانت وراء رفض طياري المؤسسة الاستفادة من عطلهم السنوية تكمن في توفير كافة الشروط اللازمة للطيار عن كل رحلة يقوم بها وتقصد هنا ضمان إقامته في فندق من خمس نجوم بكامل التكاليف وتمديد فترة إقامته هناك عن كل رحلة يقوم بها، حيث أنه بدل قيام الطيار برحلة ''ذهاب وإياب'' في يوم واحد في رحلة تقوده إلى العاصمة السورية دمشق مثلما هو معمول به في العديد من المؤسسات العربية للطيران وحتى الأوروبية، إلا أن الطيار الجزائري يقود رحلة كهذه في ظرف ثلاثة أيام يقوم خلالها بجولة سياحية حسبما تؤكده المعلومات المتوفرة لدى إدارة الجوية الجزائرية. وأفادت أن أكبر ميزانية تصرفها إدارة المؤسسة على قاعدتها العمالية هي من نصيب الطيارين تشمل الرواتب، مصاريف الرحلات والإقامة بفنادق من خمس نجوم إلى جانب التكوينات التي يتلقونها بمعاهد ومراكز خارج الوطن.