السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة منذ سبع سنوات، لقد دفعني الفضول يا سيدة نور أن اطلعت على هاتف زوجي، بعدما رابني أمره لوفرة الرسائل التي تصله في كل آن وأوان. لقد وجدته محملا برسائل للنساء ودلالة على التعارف بينهما، فيسأل إحداهن إن كانت متزوجة ويعد أخرى بإرسال الرصيد لكي تهاتفه، وما أرهقني وصدمني أكثر، طلبه من إحداهن فعل أشياء مخلة بالحياء وأمور كثيرة لا يسمح وقار منبركم أن أذكرها. ماذا أفعل يا سيدة نور، هل أواجهه بالأمر، أم أخبر والده، علما أنّه رجل تقي وحكيم، أخشى أن يكون لديه عزيمة الإستمرار في هذا الطريق، لذلك أرجو منك النصيحة يا سيدة نور وأنا شاكرة وممتنة لك. حبيبة/ سكيكدة الرد: كثيرة هي منغصات الحياة، وبسيطة هي آثارها إن تعاملنا معها بحكمة وحنكة وصبر ورحمة. والناس عامة تتنازعهم الأهواء وتغلبهم أحيانا الشهوات، ولكنهم سرعان ما يعودون إلى رشدهم ويعودون إلى ربهم ويعرفون خطأهم. فقط علينا أن نأخذ بأيديهم ونشد عزمهم، ونثق بتوبتهم، ونرضى باعترافهم بالوقوع في الخطأ ورغبتهم في العودة إلى ربهم، القلوب الحية المؤمنة سرعان ما ترجع إلى خالقها وبارئها، وقريبة في الغالب من الإستقامة. ولكن ألاعيب الجن والإنس وتعدد وسائلهم ونشر شباكهم ونعومة حبائلهم؛ توقع الكثير منهم في شراكها. وأنت زوجة يمكنك إعادة زوجك إليك، وامتلاكه واحتوائه خاصة بعد أن عرفت أنه بدأ طريقا غير معبد ومليء بالأشواك والخطر فيه كبير. هل تتركينه يضيع منك وينغمس في الشهوات بعيدا عنك، عليك الآن أن تواجهيه وتذكري له ما كان منه، وإن هذا خطأ قد وقع فيه، فيمكنك أن تسامحيه وتغفري له، شريطة أن يتوب إلى الله ويستغفر ويعود إلى رشده وصوابه، ذكريه بالله تعالى، وأن هذه الأعمال والمكالمات والرسائل ما هي إلا لحظات وبعدها تكون الحسرة قد تفقد حياته وأسرته واستقراره وسمعته، وقولي له: إنك سوف تمنحينه فرصة للعودة والإستقامة، وإلا سوف تخبرين من يمكنه أن يرغمه على العودة إلى رشده. كما يمكنك استخدام كافة وسائل الترغيب، لحمله على العودة إلى بيته وأهله وأولاده، والبعد عن الزلات وصغائر الأمور، التي مع استمرارها تكبر وتهدد الأسرة وتشرد الأطفال. وكرّري على مسامعه أنّك لن تسمحي بانهيار الأسرة، من أجل نزوات وشهوات صبيانية، وفي الوقت نفسه كوني رقيقة حليمة هادئة، عندما تناقشين الأمر، كما تكوني حازمة وصارمة في عدم التنازل عن وحدة كيان أسرتك وعدم التفريط فيها. ردت نور