السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا شاب في السابعة والعشرين من العمر، أنهيت دراستي الجامعية، لكنني يا سيدة نور لست على قدر كبير من الثقافة والإطلاع على مجريات الدنيا والعالم. حقيقة أشعر بالإستغراب عندما أجد بعض الناس يعلمون كل شيء، ويربطون الأحداث بعضها ببعض، وأجدهم واسعي المعرفة والثقافة، هذا ما يبعث في نفسي بعض الغيرة، وليس الحسد لأكون مثلهم، فهل هناك طرق ووسائل تساعد على زيادة المخزون الثقافي، هذا ما أسعى إليه سيدتي الكريمة وسأكون لك شاكرا لو ساعدتني في ذلك. كريم/ سيدي بلعباس الرد: سيدي؛ المفتاح الأساسي لزيادة المخزون الثقافي لدى أي شخص هو الإهتمام، أن يشعر بالحاجة والرغبة والمتعة باكتساب ما يمر عليه من معلومات وأحداث، ومن ثَم ربطها بما لديه من معلومات سابقة. تابع معي هذه النقاط عن بعض الأساليب والأفكار التي أجد أنّها الأكثر أهمية في هذا الموضوع: أولا: أفضّل مُحفزا لكسب المعلومة هو أن تندرج ضمن اهتماماتك وأولوياتك، فأنت تعلم أنّه لكل منّا موضوع ينسجم معه، يسعد للحديث فيه أو للإستماع إليه، عندما تبدأ ببناء مخزون ثقافي متعلق بهذا الموضوع، فستجد أن الأمر في غاية السهولة والإمتاع. ثانيا: إبحث عن طريقة لتشارك بها الآخرين، ما اكتسبته من علم ومعرفة، بهذه الطريقة ستجد المحفز الكافي لإتقان ما تتعلمه وتقرأه، وسوف يرسخ في ذاكرتك فلا تنساه أبدا، وقد وجدت أن أفضل طريقة لذلك هي محادثة الأصدقاء المهتمين، وعن طريق الكتابة والنشر في أي مكان. ثالثا: هناك العديد من التقنيات الرائعة التي يمكن استخدامها لتقوية الذاكرة والحفظ، تذكر أن الدماغ كالعضلة تنمو وتقوى بالتدريب والرياضة والممارسة، من أجل تنمية المهارات الذهنية. رابعا: قم بتحفيز نفسك وربط كل جهد بهدف سام، وردد على نفسك: "يجب أن أتعلم هذا، فبلدي وأهلي بحاجة إلى هذا العلم، بحاجة إلى من يتقنه، وأنا سأكون ذلك الشّخص". عندما نربط عملنا اليومي وسعينا لكسب أي معلومة بالنّجاح الحقيقي في الدّنيا والآخرة، فسوف تنبض في عروقنا طاقة قوية لا مثيل لها. يبقى العامل المميز بين النّاس في هذا الجانب، هو الممارسة المستمرة دون كلل أو ملل، وهذه هي الطّريقة المثلى لتعلم أي شيء. وفقك الله إلى ما تريده ويرضاه. ردت نور